تسارعت حدة تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي يحذر فيها النظام السوري من مغبة مواصلة انتهاكاته، ويتوعده بالمحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا ضد المدنيين. فقد شدد، أمس، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على ضرورة محاسبة رأس النظام بشار الأسد، على جرائمه، محملا إياه المسؤولية الرئيسية عن الهجوم الكيماوي. ويرى مراقبون أن لهجة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه النظام السوري تختلف كليا عن سياسة التجاهل التي اتبعها سلفه باراك أوباما، بعد أن تجاوز الأسد الخطوط الحمراء واستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في ريف دمشق، عام 2013، مشيرين إلى أن الضربة الأميركية الأخيرة زادت مخاوف النظام حول إمكان استهدافه في أي لحظة، بدليل إخلائه أمس عددا من المقاتلات والمعدات العسكرية في مطاري الضمير والسين في ريف دمشق، ونقلها إلى مطار دمشق الدولي، عقب إخلاء مطار حماة العسكري من المقاتلين الروس والإيرانيين، ونقلهم إلى محطات قطار في مدينة حماة. تغير قواعد اللعبة أرجعت مصادر أسباب جولة وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، الحالية في بعض دول الشرق الأوسط، إلى ضرورة البحث عن حلول عاجلة، لإنهاء خطر تنظيم داعش، إضافة إلى الكشف عن بعض ملامح خطط ترمب في سورية، والتجهيزات لانطلاق معركة الرقة، مشيرة إلى أن ترمب يرتب للتوصل إلى تفاهمات مع بوتين، تشمل تهميش دور إيران، وطرد الميليشيات التابعة لها من سورية. كما تكشف مصادر أخرى داخل البيت الأبيض، أن الرئيس أعطى الحرية الكاملة لقيادة الجيش، لاستخدام القوة ضد ما يراه خطرا على المصالح الإستراتيجية والقومية في سورية، عقب الضربات التي استهدفت قاعدة الشعيرات فجرا، وأخرجت مقاتلات الأسد عن الخدمة. تهجير المدنيين أشار مراقبون إلى أن الحكومة الروسية فوجئت بجرأة الإدارة الأميركية في الملف السوري، بعد أن كانت تسعى إلى التقدم في العمليات السياسية والميدانية في الأزمة السورية، وفرض نفسها لاعبا أساسيا في المنطقة، لا يمكن الاستغناء عنه. ميدانيا، قامت ميليشيات النظام، أمس، باقتحام بلدة مضايا ودهم منازلها والقيام بحملة اعتقالات ونهب لممتلكات المواطنين، الذين تم إخراجهم ضمن الاتفاق الأخير. وأوضح ناشطون ميدانيون أن ميليشيات النظام تقوم باعتقال كثير من أهالي البلدة، وتمنع دخول المواد الغذائية، في وقت غادرت بعض فصائل المعارضة المنطقة، ضمن اتفاق عُرف باسم «المدن الأربع» عقب حصار امتد نحو 3 سنوات، وأسفر عن تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية للسكان.