جثث غطت ملامح أزقة مدينة دوما في غوطة دمشقالشرقية، بعد مجزرة الكيميائي التي ارتكبها نظام الأسد وحلفاؤه، والتي أسفرت عن مقتل مئة مدني على الأقل وإصابة 1000 بحالات اختناق، ما أجبر الأهالي على الهرب من مدينتهم. مجزرة الكيميائي في دوما -المعقل الأخير للمعارضة السورية في الغوطة- استخدم فيها نظام الأسد غازي الأعصاب والكلور، ولا يزال مصير مئات العوائل في الملاجئ مجهولاً بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء وصعوبة وصول فرق الإنقاذ. وأبدت الأممالمتحدة قلقها أمس إزاء "نزوح جديد متزايد" عن الغوطة بعد فرار أكثر من 133 ألف شخص خلال أربعة أسابيع. وفي موجة نزوح جديدة، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى وصول 65 حافلة على متنها المئات من مهجري دوما من المقاتلين والمدنيين إلى منطقة معبر أبو الزندين الواصل بين مناطق سيطرة قوات النظام، ومناطق سيطرة قوات عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي الشرقي. وتشهد مواقع قوات النظام السوري وحلفائها استنفاراً للعناصر والضباط العاملين فيها، تحسباً لضربات أميركية أو غربية محتملة، حسبما أفاد المرصد أمس. وأوضح المرصد أن الاستنفار شمل المطارات والقواعد العسكرية في دمشق وريفها وفي محافظات حمص واللاذقية وطرطوس ومناطق أخرى. وشدد على أن هذا يأتي تحسباً لضربات محتملة من قبل الولاياتالمتحدة ودول غربية، قد تشنها في أية لحظة على مواقع عسكرية داخل سورية. وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب صباح الاثنين برد سريع وقوي على النظام وحلفائه بعد الهجوم الكيميائي، حيث قال "قرارات كبيرة قادمة، انتظروها خلال ال48 ساعة المقبل حول الهجوم"، موضحاً أن الرد قد يشمل هجوم صاروخي. وقال ترمب إنه يجري الآن تحديد المسؤول عن الهجمة وقد يكون الفاعل إيران أو النظام أو روسيا"، لافتاً إلى احتمالية تورطهم جميعاً في الهجوم. وطلبت إدارة ترمب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يأذن بإجراء تحقيق مستقل في هجمات الأسلحة الكيميائية المبلَّغ عنها. وأشار وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى الفشل الروسي في تقويض استخدام الأسلحة الكيميائية، متوعداً باتخاذ إجراءات لمواجهتها. وأكد مستشار ترمب للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت أن الولاياتالمتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي، وقال: صور الحدث مروعة.. نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي. ودعا الاتحاد الأوروبي، المجتمع الدولي إلى الرد الفوري على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية. وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية مايا كوسيجانسيك، إن الدلائل تشير إلى النظام السوري فيما يتعلق بالهجوم الكيميائي. وطالب الاتحاد روسياوإيران باستخدام نفوذهما للحيلولة دون وقوع أي هجوم كيميائي جديد والتأكد من عدم تصاعد العنف، لافتاً إلى أن الهجوم وقع بعد عام تقريباً على الهجوم المروع في خان شيخون. وتشير التقارير الحقوقية إلى أن قوات نظام الأسد نفذت نحو 215 هجوماً كيميائياً على مناطق سيطرة المعارضة منذ بدء الحرب في سورية عام 2011 وحتى الهجوم الأخير الذي بدأ مساء السبت واستمر حتى صباح الأحد. وقالت الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة صافيناز محمد أحمد ل"الرياض" إن استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً مستمر وتم توظيفه بصورة متزايدة منذ بدء التصعيد السوري الروسي المشترك ضد عناصر المعارضة المسلحة في الغوطة ككل منذ مطلع فبراير. بدوره، أكد الباحث السياسي في المركز العربي الأفريقي للدراسات بالقاهرة محمود كمال ل"الرياض" أن طمع بشار الأسد في السلطة ورغبته الملحة في البقاء تسببت في تقسيم سورية، وأكبر خطأ له أنه ترك الميليشيات الإيرانية الإرهابية يعبثون بسورية كما يشاؤون وهو الذي تسبب فيما وصلت إليه البلاد. وأضاف: على الأسد أن يقوم بعمل انتقال سلمي للسلطة لأنه تسبب في دخول سورية إلى دوامات كثيرة بعدما تركها مساحة فارغة لإيران. Your browser does not support the video tag.