قال باحثون أميركيون إن لقاحا جديدا للسرطان حقق نتائج واعدة، وثبت أنه آمن، وذلك في تجربة سريرية أولية أجريت على مصابات بسرطان المبيض في مراحله المتقدمة. اللقاح طوره باحثون بكلية الطب جامعة بنسلفانيا الأميركية، ونشروا نتائج دراستهم، في عدد الأربعاء، من دورية (Science Translational Medicine) العلمية. ولأكثر من عشر سنوات، حاول الباحثون تعزيز دفاعات جسم الإنسان ضد السرطان باستخدام اللقاحات، وهي ليست لقاحات مصممة للوقاية من السرطان قبل أن يتمكن من الجسم، ولكنها تزود الجهاز المناعي للمريض بمعلومات عن شكل الخلايا السرطانية. وتقوم فكرة تلك اللقاحات على تعزيز الجهاز المناعي، عبر مساعدة الخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في مهاجمة الخلايا السرطانية. وحسب فريق البحث يعتبر اللقاح الجديد شخصيا، حيث يتم تطويره باستخدام عينة مُعالجة من أنسجة ورم المريض، ويتم تعريضها للخلايا المناعية للمريض، ثم يتم حقنها في المرضى لبدء استجابة مناعية أوسع لمهاجمة السرطان. واختبر الفريق اللقاح الجديد على 25 مريضة بسرطان المبيض المتقدم، وأظهرت النتائج أن حوالي نصف المريضات زادت لديهن أعداد الخلايا التائية بشكل خاص، مما يشير إلى أن هناك استجابة جيدة للتطعيم. وكشفت النتائج أن معدل النجاة للمريضات المستجيبات للقاح كان 100 %، بينما كان معدل غير المستجيبات 25 % فقط. وأشار الباحثون إلى أن الأورام السرطانية تمتلك عادة دفاعات جزيئية قوية تستخدمها لقمع أو تفادي هجمات الجهاز المناعي، ولهذا السبب فإن لقاحات السرطان والعلاج المناعي عادة ما تأتي بنتائج متباينة في التجارب السريرية حتى الآن. وقال الدكتور جانوس تاني، قائد فريق البحث: «يبدو أن هذا اللقاح آمن للمرضى، ويحقق مناعة واسعة ضد الأورام، ونعتقد أنه يستحق إجراء المزيد من الاختبارات في تجارب سريرية على عينة أكبر من البشر». وأضاف أن «فكرة اللقاح تتلخص في تعبئة الاستجابة المناعية لاستهداف الورم على نطاق واسع للغاية، دون أن يضر ذلك بالخلايا السليمة».