ذكر موقع "نايتشر" ان لقاحات تم صنعها من بروتينات متحوّرة موجودة في الأورام، في تجربة سريرية محدودة، أدت الى تحفيز جهاز المناعة ضد مرض السرطان. وتأتي التجربة ضمن محاولة أولية لتحفيز جهاز المناعة لدى البشر. وتُعَدّ نتائج التجربة التي نشرتها مجلة "ساينس" في 2 الجاري، الأحدث بعد جهود كثيرة بُذلت لتوليد "علاجات شخصية" (personalized treatments) لمرض السرطان. وخلالها، حُقن ثلاثة أشخاص مصابين بسرطان الجلد بلقاح لتنبيه جهاز المناعة صُنع من بروتينات متحورة وُجدت في الورم ذاته. وعمل باحثون على تخطيط الجينوم الخاص بعينات أخذت من المرضى الثلاثة، وتصنيف البروتينات المتحورة في كل عينة ومن ثم اختاروا 7 أجزاء لكل مريض لاستخدامها في اللقاح. و كانت النتيجة أن الخلايا المناعية "تدربت" على استهداف البروتينات المتحورة التي أنتِاجت من الورم، ولوحظت هذه الخلايا المناعية في دم المرضى بعد اسبوعين من اللقاح. لكن الباحث في مجال السرطان في"معهد هولندا للسرطان" بأمستردام، تون شوماخر، أوضح بأن من المبكر الحديث عما إذا كانت استجابة الجهاز المناعي كافية لإعاقة نمو الورم، مشدداً على "أننا لا نعلم مدى قوة استجابة الجهاز المناعي لتصبح ذات قيمة سريرياً، و لكنها على كل حال خطوة مهمة" والسرطان هو خلل جيني يسببه التحور الذي يطلق العنان لتكاثر الخلايا. ولكن البروتينات المتحورة التي تنتجها خلايا سرطانية "تُنذر" خلايا الجهاز المناعي بالخطر، عبر إرسالها إشارات بوجود خلية أصبحت إلى حد ما "غريبة". إلا أن كثيراً من رسائل التنبيه هذه لا تصل إلى الخلايا المناعية، ذلك أن بعض الأورام يعمل على تعطيل أي استجابات مناعية في جوارها، ما يؤدي إلى تعطيل استشعارالبروتينات المتحورة لتلك الأورام بدرجة كافية لكي "تحشد" خلايا مناعية. ولطالما حلم الباحثون باستخدام تلك البروتينات المتحورة لصناعة لقاحات، كما صرح به العالم في المناعة في جامعة واشنطن، بيتريز كارينو، بسبب عدم توفر التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك. و ذكر شوماخر ان عقوداً من الأبحاث والتجارب لتطوير لقاح للسرطان، بائت بالفشل، وكان يكفي أن تظهر علامة نجاح مبكرة لتقضي على اليأس الذي سببه فشل التجارب السريرية الواسعة النطاق. وقد ينطبق الأمر على هذه التجربة، لكن ثمة سبباً للتفاؤل.