بلغ التصعيد أَوْجَه في سورية، إذ تشتعل الأوضاع منذرة بحرب عالمية أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد تغريدة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال فيها «استعدي يا روسيا، الصواريخ قادمة». وجاءت تغريدة ترمب، ردا على تصريحات سفير روسيا في لبنان، الذي قال «إن أي صواريخ أميركية ستطلق على سورية سيتم إسقاطها واستهداف مواقعها». وكان الاشتباك الأميركي الروسي قد بدأ أول من أمس في مجلس الأمن، إذ سعى كل طرف إلى إسقاط محاولة الآخر إجراء تحقيقات دولية في هجمات بأسلحة كيماوية، استهدفت دوما في الغوطة الشرقية قريبا من العاصمة دمشق. وقالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هيلي، «القرار هو أقل ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن ردا على الهجوم». وتدرس الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى القيام بعمل عسكري لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما يُعتقد أنه هجوم بغاز سام السبت «7 أبريل» على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي صمدت طويلا أمام القوات الحكومية السورية. وفشل مجلس الأمن في إقرار 3 مشروعات قرارات بشأن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية، فقد استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار أميركي سعى إلى إجراء تحقيق يُحدد المسؤول عن مثل هذه الهجمات، في حين أخفق مشروعا قرارين قدمتهما روسيا في الحصول على 9 أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لتبني أي مسودة قرار بالمجلس، والذي يتسنى بعده فقط استخدام الفيتو. وتعارض موسكو أي ضربة غربية على حليفها المقرب الأسد، وعرقلت تحرك مجلس الأمن بشأن سورية 12 مرة. وذكر السفير الروسي في الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن قرار واشنطن طرح مشروع القرار الذي أعدته للتصويت قد يكون تمهيدا لضربة غربية على سورية. فيما قالت هيلي «التاريخ سيسجل أنه في هذا اليوم فضلت روسيا حماية وحش على حياة الشعب السوري»، وذلك في إشارة إلى الأسد. وذكرت منظمة إغاثة سورية أن 60 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب ما يربو على الألف في الهجوم الكيماوي على عدة مواقع في دوما. تحذير الكرملين حذر الكرملين، أمس، من أي تحركات في سورية بإمكانها «زعزعة» الوضع في المنطقة، في وقت لوّحت دول غربية بشن ضربات عسكرية ضد النظام السوري المتهم بالوقوف خلف هجوم كيمياوي استهدف المدنيين في دوما، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نأمل في أن تتجنب جميع الأطراف اتخاذ خطوات غير مبررة بإمكانها أن تزعزع الوضع الهش أصلا في المنطقة»، وأوضح الكرملين أنه يعارض بقوة أي ضربة أميركية محتملة لحليفته سورية. ولدى سؤاله بشأن تصريحات أدلى بها سفير روسيا في لبنان، قال خلالها إن أي صواريخ أميركية ستطلق على سورية سيتم إسقاطها واستهداف مواقعها، قال الكرملين: إنه لا يريد التعقيب على مثل هذه المسائل. تصعيد مقابل مقابل التصعيد الروسي الأميركي، ثمة تصعيد مواز على الحدود الجنوبية لسورية، إذ وضعت إسرائيل حدودها الشمالية في حالة تأهب قصوى، وسط مخاوف من هجمات انتقامية إيرانية على هجوم إسرائيل الأحد الماضي على قاعدة عسكرية سورية «التيفور»، وفي حال ضربة أميركية في سورية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان قال «لن نسمح لإيران بالتموضع في سورية بغض النظر عن الثمن». ادعاء التخفيض على الرغم من تصعيدها على لسان سفيرها في لبنان، وتهديدها بإسقاط الصواريخ ومصادرها إذا ما ضربت سورية، فإن روسيا تؤكد أنها خفضت بشكل كبير وجودها العسكري في سورية منذ نوفمبر 2017، رغم احتفاظها بوحدات عسكرية عدة في البلاد خصوصا في قاعدتي طرطوس وحميميم.