حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا الداعمة الأبرز لنظام بشار الأسد من أن الصواريخ "قادمة" لضرب سورية، رداً على هجوم بالأسلحة الكيميائية، استهدف المدنيين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وقال ترمب في سلسلة من التغريدات: إن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا "هي اليوم أسوأ مما كانت عليه في أي وقت مضى، وحتى خلال الحرب الباردة". وتوعد روسيا عبر تويتر قائلاً: تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سورية.. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة وذكية.. عليك ألا تكوني شريكة مع من يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ بذلك. وفشلت الأممالمتحدة ثلاث مرات الثلاثاء في تبني أي مشروع قرار بشأن هجوم بالأسلحة الكيميائية في سورية، وسط تلويح باستخدام القوة من جانب الولاياتالمتحدة وحلفائها. ورفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار برعاية روسيا لإجراء تحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سورية. وقبلها، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار برعاية الولاياتالمتحدة لإجراء تحقيق جديد يستهدف تحديد الجهة التي شنت الهجمات. وهذه هي المرة ال12 التي تستخدم فيها موسكو حق النقض (الفيتو) لمنع وعرقلة صدور قرار ضد النظام السوري، كما تم إحباط مشروع قرار ثالث، مدعوم من روسيا ليل الثلاثاء الأربعاء. وقالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي: إن نص مشروع القرار "لا يحقق أي شيء"؛ لأنه يدعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء تحقيق، بينما أعلنت المنظمة بالفعل أنها سترسل بعثة تقصي حقائق إلى سورية". وأضافت أن المنظمة لديها تفويض بالفعل للقيام بذلك، إلا أن نص مشروع القرار الروسي يهدف إلى إجهاض التحقيق. في السياق، أكدت المنظمة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية أنها سترسل خبراء إلى مدينة دوما للتحقيق، دون أن تحدد موعد سفر الخبراء، مشيرة إلى أن الخبراء بدؤوا بالفعل في جمع معلومات منذ وقوع الهجوم، وبقي الغربيون مصممين على الرد بحزم على الهجوم الكيميائي، ملوحين بشن ضربات عسكرية. وناقشت فرنسا وبريطانيا مع إدارة ترمب كيفية الرد على الواقعة، وأكدت أنه لا يمكن الإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية. كما حملت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النظام السوري للمرة الأولى مسؤولية هجوم الغاز، وقالت ميركل: هناك أدلة قوية تُشير في اتجاه النظام السوري.. على هذا الأساس ستُجرى تقييمات لاحقة. واتهم يورغن هارت خبير الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي، المنتمية إليه ميركل، النظام السوري وحليفته روسيا بارتكاب جرائم فادحة ضد حقوق الإنسان. وأضاف: "بالنسبة لي فإن ما يحدث في الغوطة الشرقية حالياً يضاهي التطهير العرقي". بدورها، أفادت منظمة الصحة العالمية أن نحو 500 شخص تلقوا علاجاً لعلامات وأعراض تتفق مع التعرض لكيميائيات سامة. واستطردت المنظمة التابعة للأمم المتحدة: ظهرت على المصابين بالأعراض علامات تهيج حاد في الأغشية المخاطية، وفشل في الجهاز التنفسي، واضطراب بالنظام العصبي المركزي. وأردفت أن تقارير أفادت بوفاة أكثر من 70 شخصاً كانوا محتمين في أقبية من القصف في الغوطة، المعقل السابق للمعارضة والتي تقع فيها دوما. ونقلت المنظمة عن تقارير لعاملين محليين في مجال الصحة القول: إن 43 من حالات الوفاة "مرتبطة بأعراض تتفق مع التعرض لكيميائيات شديدة السمية". Your browser does not support the video tag.