أرجع مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات الدكتور عمر عبدالستار إطلاق الصواريخ الحوثية الأخيرة على المملكة لغرض إيصال رسالة عن طريق الميليشيات الحوثية في هذا الوقت بالذات، كونها تواجه معضلة كبيرة، وتحاول تحقيق عدة أهداف من خلال الهجوم الصاروخي على الرياض، من أهمها إحباط أي محاولات للسلام وأي حل سياسي، خصوصاً مع تواجد المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفتث في العاصمة صنعاء التي وصل إليها السبت الماضي للدفع نحو عملية السلام في اليمن، وجمع الميليشيات على طاولة حوار جديدة مع الحكومة الشرعية. حشد دولي ضد إيران ذكر عبدالستار أن «هناك حشدا دوليا ضد إيران، لذلك حاولت بالهجوم الاستباقي منع هجوم قادم محتمل عليها، وإيران حاولت دفع المملكة للمواجهة في اليمن»، مشيرا إلى أن الخميني ربما يضحي بنصف الشعب الإيراني وبكل حلفائه وأذرعته في المنطقة، ولن يكف عن التدخل في شؤون المنطقة. وأضاف أن «إطلاق الصواريخ الحوثية بإيعاز من نظام الملالي في هذا التوقيت جاء أيضاً لتخفيف الضغط الدولي عليها، خصوصاً الضغط الأميركي المتمثل في مهلة ترمب للخروج المحتمل من الاتفاق النووي لإيران، والتي تنتهي في 12/5 والذي سيعيد إيران إلى البند السابع». المواجهة العسكرية أوضح عبدالستار أن «إيران تبحث عن المواجهة العسكرية المباشرة، لذلك يجب تفكيك تحالفاتها وتجميع خصومها في آن واحد، ففي جناح تفكيك تحالفات إيران تم لقاء مع كوريا الشمالية لتحييدها، ولقاء آخر قريب مع الرئيس الروسي كما صرح ترمب الشهر القادم للمضي بضغط أميركي وأوروبي للانفراد بإيران». وأبان أن «تصرف ميليشيات الحوثي بحسب مراقبون يؤكد رفضهم كل خيارات السلام، وهو ما يؤدي إلى استمرار الحرب في اليمن التي تدخل عامها الرابع على التوالي وتعطيل كل خيارات السلام في اليمن رغم ثلاث جولات من الحوار». اعتراف إيراني اعترف يوسف الناصري أحد قادة ميليشيا النجباء الممولة من إيران بأن الصواريخ الباليستية التي يمتلكها الحوثي آتية من إيران، وقال إن «من حق الشعوب أن تتعلم وتتدرب في معسكرات التدريب الإيرانية وأن تنقل تجاربها، كما لدينا في العراق، لدينا خبراء ومستشارون رسميون على رأسهم الحاج قاسم سليماني والفريق معه، يشكلون للسوريين وللعراقيين ولليمنيين ولباقي الشعوب صمام أمان». الانفصام القطري ساد المشهد القطري الانفصام التام بعد إدانة تنظيم الحمدين لاستهداف الرياض بالصواريخ الحوثية، ففي الوقت الذي بارك فيه مستشارو التنظيم وإعلامه الرسمي وأذرعته القصف السافر تجاه الرياض، بين أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله العساف ل«الوطن» بأن «الحكومة القطرية دأبت على ممارسة الازدواجية والتناقض في خطابها الإعلامي»، مبيناً أن الخطاب العالمي لم يدن الحوثي بقدر إدانته لمصدر الإرهاب وهي إيران، مشيراً إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين الدوحة وطهران. وأضاف أن «تنظيم الحمدين أوعز لإعلام الظل بأن يبارك إطلاق صواريخ الحوثي على المملكة، وتناسى بأن عاصفة الحزم أدت جميع الأدوار المنظورة منها وغير المنظورة المتمثلة بالكشف عن السياسة القطرية ومن يمول الحوثيين». التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة لفت العساف إلى أن «التغطية الإعلامية المركزة لقناة الجزيرة لكافة الحوادث الإرهابية التي تتعرض لها المملكة، والاستعداد المسبق لاستضافة الإرهابيين على شاشتها يثبت ضلوعها في دعم الإرهاب وتمويله، وهذا قديم مع ظهور أسامة بن لادن حصرياً عبر شاشة قناة الجزيرة قبل أن يقوم بعملياته الإرهابية بعدها، وذات الأمر يتكرر الآن، مع وصول القناة إلى عبدالملك الحوثي وكافة القيادات الانقلابية مع صعوبة الوصول إليهم كونهم مختبئين في جحورهم على مدار الساعة».