في سقطة جديدة، سخرت قطر منصاتها الإعلامية لميليشيا الحوثي ذراع نظام إيران في اليمن، لتهديد العمقين السعودي والإماراتي. وفي تغريدة جاءت على خلفية لقاء أجرته قناة «الجزيرة» مع المتحدث باسم الميليشيا محمد عبدالسلام، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: «إن الهجوم على بلاده والسعودية في هذه المرحلة يعتبر توجها بائسا». عبدالسلام، في لقائه مع «الجزيرة» التي أفردت له مساحة تجاوزت نصف الساعة، قدم أدبيات عدوانية حوثية معروفة. ضد المملكة. وفي سياق ادعائه أيضا، هدد المدعو محمد عبدالسلام، باستهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي بالصواريخ الباليستية، وتصعيد العمليات العسكرية على الشريط الحدودي مع السعودية، وذلك عشية اجتماع لوزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش دول التحالف العربي لاستعادة شرعية اليمن بقيادة المملكة في العاصمة الرياض. وبإفساح المجال لعبدالسلام وأمثاله ليعتلوا منبر الجزيرة، تستعيد الجزيرة مرة أخرى تحالفها مع ميلشيا الحرس الثوري الإيراني، وأذرعته، سبق أن خدمت الجزيرة لنحو 15 عاماً حزب الله اللبناني وأفردت برامج خاصة لأمينه حسن نصرالله، حتى إن قناة الجزيرة تحولت إلى منبر لحزب الله يتفوق في ولائه للحزب على قناة المنار التي يديرها الحزب في لبنان. وفي المقابل، غرد أنور قرقاش على «تويتر»، قائلا: «الاستنتاج الخاطئ للشقيق المرتبك أن حل أزمته المزيد من الإعلام، 120 دقيقة مع الماضي المسؤول عن الغدر، 60 دقيقة قادمة من المظلومية والإنكار»، وأضاف في ثانية: «التوجه للإعلام الغربي والهجوم على السعودية والإمارات في هذه المرحلة توجه يائس، ليقبل عزلته عن محيطه دون تباكٍ أو يبدأ ما يجب عليه عمله». الشقيق المرتبك وتابع الوزير الإماراتي، قائلا في تغريدات منفصلة: «انحسار الاهتمام الدولي بأزمة الشقيق المرتبك يقلقه، السيادة التي أسس عليها مظلوميته سفينة مثقوبة غارقة، آن الأوان لمراجعة حقيقية تنقذه». وفي حوار «العار» لقناة الجزيرة القطرية مع متحدث بلسان المتمردين والانقلابيين على شرعية اليمن، أدلى بتصريحات متهجمة على التحالف العربي لاستعادة شرعية اليمن الدستورية، متناسيا أن التحالف بقيادة المملكة جاء تكوينه في مارس 2015، بطلب من رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها، عبدربه منصور هادي، وبدعم ورعاية من الأممالمتحدة، ومجلس الأمن وفقا للقرار (2216) المؤرخ في 14 إبريل 2015، الذي طالب قيادة التحالف اتخاذ كافة التدابير بما فيها العسكرية لحماية اليمن وشعبه. وعمليات التحالف هي عمليات إنقاذ لليمن من أن يتحول إلى مزرعة للميلشيا الإيرانية. وحملت تغريدة أخرى لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، خير وصف لوضع النظام القطري، بقوله «الإشكالية الحقيقية في طبيعة النصح والناصح، فهو ضائع بين المكابر والمدافع عن سجل الغدر والتطرف والغريب الذي يخوض معاركه على حساب المرتبك». مسرح الإرهاب هذا ديدن قطر، التي اعتادت على أن تلعب دور البطولة على مسرح الإرهاب، ما جعلها تبدو كمن يناطح الصخر، يوم اعتقدت أنها عبر الارتماء في أحضان أنظمة الشر -وبالتالي تبنيها- قادرة على أن تصنع لنفسها مكانة أو تمتلك قرارات الشعوب، فكانت كل سياساتها تقوم على دعم الإرهاب والتطرف ومخالفة محيطها الخليجي العربي، والانخراط في الأجندات الطائفية، القائمة على التوسع والتمدد خاصة من جهة تحالفها المعيب مع نظام إيران، وهو وصمة عار في جبين نظام لم ولن يرتدع يوما عن المكر والخداع والطعن بالظهر. وها هي الدوحة بدأت تتبنى المشروع الطائفي الإيراني وأذرعه في اليمن، كما سبق وفعلت مع ميليشيا حزب الله اللبنانية، التي تصفها بالمقاومة، فضلا عن رعايتها لكل التشكيلات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة وحول العالم، بداية من القاعدة وجماعة الإخوان، ومرورا بداعش والنصرة وأخيرا وليس آخرا ميليشيا عبدالملك الحوثي. وبعكس قطر، أكدت دول الخليج جميعها العمل من منطلق وحدة الأمن، والتعاون لمواجهة جميع التحديات التي تواجه أيا منها لأن كل عدوان على أحدها، هو في حقيقته استهداف لباقي الدول؛ لأن الأمن أساس الاستقرار والازدهار وأكبر حصن لمسيرة التنمية المستدامة، التي تعمل عليها دول التعاون الخليجي، وتناست الدوحة أن الحفاظ على نعمة الأمن والأمان في دول المجلس يتصدر الأولويات والإستراتيجيات. نقض العهود هذا التصرف لم يعد غريبا من «نظام الحمدين»، الذي امتهن الغدر والخيانة ونقض العهود، وخير دليل مقررات اتفاقي الرياض 2013-2014، والتعاطي معهما بمبدأ القفز فوق الكلمة، وتناسي الوعد والعهود، رغم توقيع أمير قطر شخصيا عليهما. ولكن المنطقة العربية بقيادة المملكة وبقوتها ومكانتها ودعم المجتمع الدولي، سارعت لتبديد مخطط «نظام الحمدين» وإفشاله، والحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامتها، وهذا ما ذهبت إليه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من موقف سيادي باتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد إرهاب قطر، ما انعكس إيجابا في انحسار التطرف وجماعاته، فالدول الأربع كانت ضمن مخططات الشر التي حاول الإرهابيون ومن خلفهم إيرانوقطر زعزعة أمنها واستقرارها، ومحاولة إيجاد فتنة في الوقت الذي كانت ماكينة الدوحة الإعلامية تحاول تصوير الأمور على غير حقيقتها. سنوات التآمر وهذه ليست المرة الأولى التي يتحفنا نظام الحمدين بجديد تآمراته، فقبل أيام أدلى أحد الحمدين، وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بتصريحات مسمومة ومقولبة وتقفز على الحقائق وتحاول تغطية الشمس بمنخل، لقناة قطرية رسمية. وأهم ما في مقابلة ابن جاسم أنه اعترف بالسعي للتحالف مع القذافي لغزو المملكة ونشر الفوضى والفساد فيها. حديث حمد بن جاسم، جاء فيه كم من الاعترافات حول تآمر «تنظيم الحمدين» لسنوات طويلة على المملكة وغيرها من الاعترافات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأزمة الكبرى الذي يعيشها النظام القطري الآن، خاصة بعد أن توالت عليه الاتهامات من مختلف أنحاء العالم بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية والمؤامرات ضد أنظمة الحكم في الدول العربية وغيرها، وكان آخرها مؤتمر «هدسون» بواشنطن بحضور مسؤولين سابقين وحاليين بالإدارة الأمريكية، فضلا عن ندوة نظمها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس، بجانب العاصمة الإسبانية مدريد التي احتضنت ندوة نظمتها جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي بالتعاون مع المعهد الدولي لمناهضة العنف، وكلها أكدت إرهابية «نظام الحمدين» وشددت على ضرورة كبح جماحه وتكبيل طموحاته المرتبطة مع أوهام نظام إيران. ويستشف من تصريحات ابن جاسم أنه هو الأمير الفعلي الذي يدير قطر منذ انقلاب عام 1995 ولا يزال حضوره قوياً في مفاصل الدولة القطرية، من خلال رجال وممثليه.ويلاحظ أيضاً في نصوص اعترافات حمد بن جاسم أنه لم ينسب أي مواقف أو تصريحات أو مسؤوليات لأمير قطر الحالي تميم، الأمر الذي يؤكد أن «تنظيم الحمدين» هو من يدير الأنشطة الإرهابية، والتآمرات على الأشقاء ودول المنطقة، وقد حاول «منظر نظام الإرهاب» تبرئة قطر عن طريق تزييف الحقائق وإطلاق الأكاذيب على ألسنة الموتى بهدف إعادة صياغة أحداث -مزيفة- من التاريخ لتخدم أسطوانة مظلومية النظام القطري المشروخة، فجاءت اعترافاته كاشفة عن ورطة كبيرة يعيشها النظام داخليا وخارجيا، لا سيما مع تصاعد وتيرة الغضب في أوساط الشعب القطري وكذلك عدم قدرة دول كبرى على مساعدة النظام القطري أو تحسين سمعته وتبرئته من جرائمه. تغريدة أنور قرقاش