في الوقت الذي شدد المدير العام للدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، على أهمية غرس مفاهيم التطوع في المجتمع، بدءا من المنازل والمدرسة ومختلف أطياف المجتمع، كشف نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، الدكتور عبدالله الفهد، وجود نحو 33 تحديا تعوق نجاح العمل التطوعي، منها الجهل لدى بعض المتطوعين بأهمية العمل التطوعي، مع عدم وضوح الهدف من العمل بالنسبة لهم، والسعي وراء تحقيق منافع شخصية لهم. أثر إيجابي أشار المدير العام للدفاع المدني خلال افتتاحه الجلسة الأولى للمنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع، والذي نظمته المديرية أمس، إلى الدور المهم الذي يقع على عاتق الجهات الرسمية والأهلية في هذا الجانب، لتأسيس مجتمع يعي أهمية التطوع وأثره الإيجابي على الفرد والمجتمع، بما يعكس التوجه الأخلاقي لهذه البلاد بكل أطيافها. حقوق وواجبات أوضح وزير العمل الأسبق الدكتور علي النملة، في جلسة «التطوع وأثره على الأمن الفكري والاجتماعي»، أن إشغال الشباب فيما ينفع قبل انشغالهم في أمور أخرى ضرورة لا بد من أخذها في الحسبان، لا سيما أن التطوع مرتبط دائما بالتدين، كونه متعلقا بكثير من العبادات كالصوم والصلاة، مشيرا إلى أن كل جهد للمتطوع في عمله محسوب له من ناحية الأجر والمثوبة. وأبان الدكتور النملة أن للمتطوع حقوقا قبل أن تكون عليه واجبات، وفي هذا تحقيق للذات، لافتا إلى أن التطوع يحتاج إلى دراسة متأنية وقياس أثر وإعادة بناء تفكير الشباب، وغرس الإيجابية لدى المجتمع، وذلك عن طريق تقليل السخط والرفع من درجة الرضا وعذر التقصير، لكونه طبيعة بشرية لا بد منها للإنسان في مختلف مجالاته الحياتية. لجان شبابية أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، الدكتور صالح الوهيبي، في ورقته بعنوان «التطوع ضرورة اجتماعية وأمنية»، بأن جميع الأديان السماوية حثت على فعل الخيرات، لكننا دائما ما نحصر أنفسنا في مصطلح محدد. وبين الوهيبي أن هناك تجربة بدأت في التميز داخل المملكة، فمديرية الدفاع المدني منذ 30 سنة كانت هي المبادرة في مجالات التطوع، ولها أفضلية السبق، وهناك عمل تطوّعي في هيئة الإغاثة التي كانت يوما ما أكبر جهة تطوعية في الإغاثة، والندوة العالمية لها تجربة طويلة، وحاولنا توسيع مفهوم العمل التطوعي خلال لجان العمل الشبابي، وهؤلاء أصبحت لديهم خبرة، فحينما نتحدث عن أقاليم عالمية محددة نعرف الخبراء الجاهزين والمؤهلين للتوجّه إلى تلك البلدان. ثقافة المجتمع كشف نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله الفهد، وجود نحو 33 تحديا تعوق نجاح العمل التطوعي، مبينا أن بعض هذه التحديات تتعلق بالمؤسسات التطوعية، وبعضها يرتبط بالظروف الاجتماعية والفردية، مثل ثقافة المجتمع أو تربية الفرد، وأخرى خاصة بالمتطوع نفسه، مشيرا إلى أن قيام الأسرة والمؤسسة التعليمية بدورها في تنشئة الفرد على التطوع، إلماما وممارسة، يساعد على تجاوز تلك العقبات. وأشار في ورقة العمل التي قدمها خلال الجلسة تحت عنوان «تعزيز قيم العمل التطوعي في التعليم»، إلى أن الدفع بالطلاب للإسهام في العمل التطوعي كجزء من المنهج المدرسي، أمر حيوي، لإعطائهم الفرصة لتطبيق ما تعلموا من معارف ومهارات، والمزاوجة بين النظرية والممارسة خارج محيط المدرسة والجامعة. قيمة التطوع شدد وكيل وزارة التعليم للتطوير والجودة، الدكتور ناصر الريس، على أن التطوع له أثر في تطوير مهارات المتطوع وقدراته، وتحقق للجهة المشرفة أرباحا معنوية ومادية من العمل التطوعي. وأضاف الريس لدى تقديمه ورقة بعنوان «دور الجامعات في تفعيل العمل التطوعي لتعزيز الحوار المجتمعي»، أن التطوع يلعب دورا مهما في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تسهم في تطوير العمل التطوعي ورفع القيمة الاقتصادية للتطوع من 22 مليون ريال حاليا إلى 450 مليون ريال، وهو جانب حقيقي وأساسي لتحقيق هذا الاستثمار.