كشف مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، قرب الانتهاء من المشروع الموحّد لنظام التطوّع في المملكة، وتدشين نظام التطوّع الإلكتروني، منوها إلى تشغيل مراكز الدفاع المدني جزئياً من خلال المتطوّعين في القريب العاجل؛ بعد إخضاعهم للتدريب المناسب، وسيكون تطبيق هذا التوجّه على نموذجين من المراكز في كل من جازان والشرقية. ولفت خلال مشاركته في أعمال المنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع الذي انطلق أمس (الثلاثاء)، تحت رعاية وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود وافتتحه مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني بالرياض، الانتباه إلى أن الدراسات البحثية والإحصائية والسكانية للمملكة تشير إلى أن مؤسسات العمل الخيري وجمعياته في تزايد، إذ أخذت منحنى جديداً في الاختصاصات التطوّعية وتنوّع الخدمات الاجتماعية، وأن مسار الدعم الثقافي والعلمي للعمل التطوّعي يشهد اهتماماً غير مسبوق، لاسيما أن مسار العمل التطوّعي يتلقّى دعماً مناسباً من الدولة ومؤسسات العمل الخيري، وأن الإقبال على العمل التطوّعي يشهد اتجاهات إيجابية عالية. وشدد العمرو، على أهمية غرس التطوع في المجتمع بدءا من المنازل والمدارس ومختلف أطياف المجتمع، مشيرا إلى الدور المهم الذي يقع على عاتق الجهات الرسمية والأهلية في هذا الجانب لتأسيس مجتمع يعي أهمية التطوع وأثره الإيجابي على الفرد والمجتمع، بما يعكس التوجه الأخلاقي لهذه البلاد وكافة أطياف مجتمعها. من جانبه، أكد مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، أن خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد نقلا برؤيتهما الثاقبة العمل التطوّعي في المملكة إلى طابعه المؤسّسي الممنهج، مشيراً إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يعد من روّاد العمل التطوّعي، وإسهاماته في مجال الأعمال الإغاثية والإنسانية والتطوّعية ذات دلالة عظيمة على محبته للخير والمساهمة والبذل والعطاء والبر والإحسان، لاسيما في أوقات الأزمات. وأشار إلى أن مركز الملك سلمان الاجتماعي، الذي أتمّ 20 عاماً من العمل الإنساني، حقق الكثير من الإنجازات في كافة مرافقه، إذ أهدى العالم 22 مبادرة تطوّعية من خلال 22 مشروعاً تطوّعياً نوعياً في 12 بلدا، وذلك عبر مسابقة (سعودي مرّ من هنا). عقب ذلك، دشّنت المديرية العامة للدفاع المدني (نظام التطوّع الإلكتروني) الذي تمّ إطلاق مرحلته التجريبية خلال العام الماضي. وكانت الجلسة الأولى للمنتدى السعودي الأول لأعمال التطوع ناقشت أهمية دور عنصر التطوع في الأمن الفكري، وضرورة انضوائه تحت مظلة فكرية واضحة، واشتراط رخصة تطوع قبل السماح بممارسته؛ لما في ذلك من ضمان النتائج الإيجابية، فيما أوصى المشاركون بإشغال وقت الشباب بالخير والفائدة، وإيضاح حقوق المتطوع وواجباته. وأوضح وزير العمل السابق الدكتور علي بن إبراهيم النملة، في جلسة «التطوع وأثره على الأمن الفكري والاجتماعي»، أن إشغال الشباب في ما ينفع قبل انشغالهم في أمور أخرى ضرورة لا بد من أخذها بعين الاعتبار، ولاسيما أن التطوع مرتبط دائما بالتدين، كونه متعلقا بكثير من العبادات، كالصوم والصلاة. وعلى هامش فعاليات المنتدى، سلم الفريق أول سعيد القحطاني، رجل الدفاع المدني بحائل مشعل بن فريح العنزي مكافأة مالية من وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، نظير موقفه البطولي الذي سطره لإنقاذه سيدة من حريق وقع أخيرا في إحدى العمائر السكنية بحي صديان الغربي بمدينة حائل. يذكر أن العنزي أحد منسوبي الدفاع المدني بحائل قدم مثلا حيا في التضحية والشجاعة، حين توجه مع زملائه لنجدة عائلة من حريق كاد يقضي عليهم، وأصيب خلال محاولته إنقاذ سيدة من خلال إعطائها مضخة الأوكسجين التي كانت بحوزته، وأدخل على إثرها العناية المركزة. التأصيل الشرعي لأعمال التطوّع.. اليوم تسلط جلسة بعنوان «التأصيل الشرعي لأعمال التطوّع» اليوم الأربعاء الضوء على الجانب الشرعي في الأعمال التطوعية، إذ يرأسها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومشاركة كل من المستشار بالديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، وعضو هيئة كبار العلماء السابق الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان، وعميد مركز دراسات العمل التطوعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عمر بن عبدالرحمن العمر، ومدير الإدارة العامة للأنظمة والتراخيص بالدفاع المدني اللواء عبدالرحمن بن سعد الحسيني، ورئيس الفريق التطوعي في حملة «الله يعطيك خيرها» خالد صالح عبدالله الغامدي. ويعقد المنتدى السعودي الأول للتطوّع في يومه الثاني، (4) جلسات علمية و(3) ورش عمل. ويتطرق في جلسته الرابعة لليوم الثاني إلى محور «دور المرأة السعودية في إثراء العمل التطوعي»، وذلك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، حيث ترأس الجلسة عضو هيئة التدريس بكلية الصيدلة في جامعة الملك سعود الدكتورة سارة طارق الرشود. أمين «الشباب الإسلامي»: يوجد قصور في الرصد التطوعي قال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي صالح الوهيبي في ورقته بعنوان ب«التطوع ضرورة اجتماعية وأمنية»، إن جميع الأديان السماوية حثت على فعل الخيرات، لكننا دائما ما نحصر أنفسنا في مصطلح محدد، ففي الإسلام قال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى» وهذه الآية جامعة لأنواع التطوع، وكما في الحديث «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس» مشيرا إلى أن جميع هذه النصوص تتحدث عن التطوع. ونوه إلى وجود قصور كبير في الرصد التطوعي، ما يسبب ضياع الجهد، مؤكدا «نحتاج تهيئة مجالات وأوعية جديدة للمتطوعين، وحصر المجالات لاستيعاب أعداد أكبر من المتطوعين».