فيما طالب مغردون هذا الأسبوع بمحاكمة شخص تعمد تصوير ضحايا حادث مروري بشع ونشر المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد المحامي والمستشار القانوني أحمد جمعان المالكي ل«الوطن» أن المصور قد يواجه عقوبة السجن لمدة عام أو غرامة مالية لا تزيد عن نصف مليون ريال أو بكلا العقوبتين في حال أقيمت دعوى ضده، وذلك وفقا للفقرتين الرابعة والخامسة من المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية التي تنص على معاقبة كل من مس الحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا أو ما في حكمها، وكذلك كل من شهّر بالآخرين وألحق الضرر بهم عبر وسائل تقنية المعلومات الشخصية. النظام يحمي الحياة الخاصة قال المالكي إن تصوير الأفراد دون موافقتهم يمثل اعتداء على حرمة الحياة الخاصة، وحرص نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية على حمايتها، ومما يزيد الأمر سوءا تصوير المصابين في الحوادث أو جثث الموتى ونشرها في مواقع الإنترنت. وأضاف: إذا كانت القوانين تحمي الأفراد أثناء تمتعهم بكامل حقوقهم وحرياتهم في العيش والتنقل، فإنها تشدد على حماية حقوقهم أثناء مرضهم أو تعرضهم لأي مكروه. ويمثل القيام بتصوير المصابين في الحوادث المرورية أو جثث الموتى ونشرها أبشع صور الاعتداء على الآداب العامة وحرمة الحياة الخاصة. انجراف وعدم نضوج أوضح استشاري الطب النفسي بمركز النخيل الطبي الدكتور علي زائري أن تصوير الأشخاص للمناظر البشعة كالحوادث والكوارث التي تحدث للآخرين دلالة على غياب ثقافة احترام حقوق وخصوصية الآخرين. وقال إن التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة وجدت منذ فترة بسيطة، فربما أن المجتمع أو بعض الأشخاص لم ينضجوا بالشكل الكافي من ناحية استخدام هذه التكنولوجيا في الحياة اليومية. وأشار إلى انجراف البعض وراء الشهرة والسبق الإعلامي والانفراد بالخبر من باب الإثارة والمتعة والتبجح والاستعراض أمام الغير، في ظل غياب القانون الذي يحمي خصوصية الآخرين، مشددا على ضرورة إصدار تشريعات واضحة تجرم وتعاقب الاعتداء على خصوصية الغير سواء في حالة الوفاة أو الحياة، ويتم تثقيف المجتمع بها بكافة طوائفه وطبقاته. وأضاف الزائري: ليس بالضرورة أن يكون الشخص المصور لهذه المشاهد مريضا نفسيا، إنما هم أشخاص طبيعيون ولكنهم يجهلون القانون والعرف الاجتماعي، إضافة للجانب الديني الذي يحافظ على كرامة الغير وعدم الإساءة له. تأثيرات متفاوتة وحول التأثيرات النفسية لصور ومقاطع الحوادث المؤلمة التي قد تصيب المشاهدين، أكد أستاذ الطب النفسي الدكتور عبدالعزيز الناهض على تفاوت الآثار بحسب الفئة العمرية، فقد يتعرض الأطفال للأحلام المخيفة والمرعبة وقد تتحول لنوع من أنواع الفوبيا نتيجة مشاهدتهم لمثل هذه المناظر البشعة، أما بالنسبة للكبار فغالبيتهم لا يتأثرون من مثل هذه المشاهد، وقليل منهم تعود عليهم بالقلق والتوتر والمخاوف نتيجة لما تعرضوا له من صور مؤلمة. وأشار إلى وجود مرض نفسي يدعى «فويارزم» وهو الرغبة في نشر خصوصية الذات، وجزء من هذا المرض يتعلق بنشر خصوصية الآخرين. حمى السبق بين المستشار الاجتماعي الدكتور أحمد النجار أن فكرة التجمهر على الحوادث المرورية سواء أكان بها تصوير أو لم يكن تحكمها عدة أمور، منها انخفاض لتقييم الذات عند الشخص المتجمهر نتيجة رغبته في إدراك الأحداث من أجل أن يتحدث بها في المجالس، وغياب ثقافة الطوارئ، وعدم الإحساس بالمسؤولية، وعدم تقدير الآخرين، والفضول غير المحمود، إضافة إلى حمى السبق الذي لم تعد مقتصرة على وسائل الإعلام. أسباب نفسية لتصوير ضحايا الحوادث
عدم النضوج بالشكل الكافي في التعامل مع وسائل التقنية الانجراف وراء الشهرة والسبق الإعلامي والانفراد بالخبر حب الإثارة والمتعة والتبجح والاستعراض أمام الغير غياب تطبيق القانون بشكل صارم قلة التوعية في المدارس والمنشآت التعليمية
العقوبات وفقا لنظام الجرائم المعلوماتية 01 السجن لمدة عام 02 الغرامة 500 ألف ريال 03 كلا العقوبتين