أكد خبير أمن المعلومات والمحقق الجنائي في الجرائم المعلوماتية فهد الدوسري، أن المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تحمي الخصوصية لأي مواطن، مشيرا الى ان العقوبة تصل إلى السجن لمدة لا تزيد على سنة أو غرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال. وقال «مع انتشار الهواتف الذكية وتزويدها بكاميرات تصوير عالية الدقة عمد البعض إلى استخدامها في الأعمال الإجرامية والأخلاقية من خلال تصويرهم للمواطنين، ونشر مقاطعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي (اليوتيوب، التويتر، الفيسبوك، الانستغرام، وغيرها) وهذا يشكل ظاهرة خطيرة وهاجسا مقلقا للعديد من المواطنين، يستوجب المطالبة بتكثيف حملات التوعية، وتطبيق العقوبات الرادعة بحق مرتكبي هذه المخالفات التي تقتحم الحياة الخاصة للآخرين، وتنتهك خصوصيتهم، وتشوه صورة المجتمع السعودي». وذكر أن تصوير المواطنين وانتهاك خصوصياتهم أصبح ظاهرة بين الشباب وصغار السن حيث انتشر إلى حد بات يدعو للقلق، ويثير مخاوف الآخرين. فالبعض يحب أن يتصيد أي موقف بسيط أو مثير، ويحوله إلى مادة أو مقطع يشاهده الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجدهم يتجمهرون عند الحوادث لا لمد يد العون للجهات المختصة بل للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاطع لنشرها والتندر بها. وذكر أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يحمي خصوصية الأفراد، فالمادة الثالثة من النظام نصت على عدم المساس بالحياة الخاصة للأشخاص سواء بالتقاط صور لهم أو نشرها عبر الشبكة العنكبوتية دون الحصول على إذنهم، وعلى وجه الخصوص المواقف التي تستفزهم، وتجرح مشاعرهم، وتنص العقوبة في نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بحق الأشخاص الذين يرتكبون هذا النوع من المخالفات، على السجن لمدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة مالية لا تزيد على 500 ألف ريال أو كلتا العقوبتين وتزداد العقوبة في حالات الابتزاز، واختراق البيانات الشخصية للآخرين، وقد تصل إلى السجن أربع سنوات، وغرامة مالية كبيرة. وقال «ثقافة احترام خصوصية الآخرين واحترام الحياة الخاصة لبعضنا ضعيفة جدا، وهذا يرجع إلى قلة الوعي، أو الخلط المغلوط بين الحرية والخصوصية، وهذا يفضي إلى تشويه صورة المجتمع السعودي بالدرجة الأولى فتجد في مقاطع اليوتيوب الكم الهائل من تلك السلوكيات التي تنافي الدين والأخلاق والقيم وتشوه صورة المجتمع، فهناك زخم شديد وصور عجيبة نشاهدها مثل تعذيب الحيوانات والتعدي على الثروة الفطرية، وتصوير الآخرين في مواقف محرجة، وتشويه صورتهم أمام الملأ، مع العلم ان الكثير ممن ينشرون تلك المقاطع ويتداولونها لا يأبهون للأثر السلبي الذي تتركه تلك الصور عنا في الخارج، والانطباعات الخاطئة التي تولدها عنا وعن المسلمين ولقد عزف الكثير عن الدخول في الإسلام بسبب تلك السلوكيات».