فيما وضع الجيش الأميركي مواجهة الصينوروسيا في محور إستراتيجية الدفاع الجديدة التي تم الكشف عنها أول من أمس، في أحدث إشارة على تحول الأولويات الأميركية بعد أكثر من عقد ونصف العقد من التركيز على قتال التنظيمات الإرهابية، قال مراقبون إن إستراتيجية الدفاع الأميركية الجديدة تعيد التوتر وأجواء الحرب الباردة إلى العالم، بعد مرور 29 عاما على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1989. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قد أعلن عن أسفه لاتباع واشنطن نهج المواجهة بدلا من الحوار العادي مع روسيا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بنيويورك، أول من أمس، إن روسيا في كل حال مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدة، ومستعدة لمناقشة العقائد العسكرية أيضا، مثلما كان الأمر في وقت سابق. وحول الاتهامات الأميركية لروسيا بأنها لا تلتزم بنظام العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، قال لافروف إن موسكو طلبت من الشركاء الأميركيين تقديم الأدلة، مشيرا إلى أن هناك لجنة خاصة بالشكاوى لدى مجلس الأمن الدولي، وعدم ورود الشكاوى يعني عدم وجود أدلة محددة. نسخة غير سرية كان البنتاجون قد أصدر نسخة غير سرية من الوثيقة الخاصة بإستراتيجية الدفاع الأميركية وهي الأولى من نوعها منذ عام 2014 على الأقل، وتحدد أولويات وزارة الدفاع التي يتوقع أن تنعكس على طلبات الإنفاق الدفاعي المستقبلية. وتعد الوثيقة التي يطلق عليها «إستراتيجية الدفاع الوطنية» أحدث إشارة على إصرار إدارة الرئيس دونالد ترمب المتزايد على مواجهة التحديات التي تمثلها كل من روسياوالصين، كذلك اعتبار «دول مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران» تهددان الاستقرار العالمي. تهديدات متنامية قال وزير الدفاع جيم ماتيس في خطاب تقديم الوثيقة «نواجه تهديدات متنامية من قوى مثل الصينوروسيا. دول تسعى إلى تشكيل عالم يتسق مع نماذجها السلطوية»، مبينا أن التفوق العسكري الأميركي تراجع «في كل مجالات الحرب»، مرجعا ذلك جزئيا إلى وضع حد أقصى للإنفاق وخلل في الميزانية التي يقرها الكونجرس. من جانبه، أشار نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الإستراتيجية وتطوير القوات، إلبريدج كولبي، إلى أن روسيا أكثر جرأة بكثير من الصين في استخدام القوة العسكرية، مضيفا أن هذه الإستراتيجية تمثل تغييرا أساسيا بالفعل لتقول إن التركيز سيكون على إعطاء الأولوية للاستعداد لخوض حرب.. خاصة مع قوة كبرى.
أبرز بنود الإستراتيجية ردع العدو في 3 مناطق رئيسية، هي منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأوروبا والشرق الأوسط. تحديث الطيران الإستراتيجي والصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات الحاملة للأسلحة النووية تطوير البنية التحتية والتركيز على برامج التمويل على الدفاع الصاروخي وقدرات الردع بناء قوة فتاكة أكثر، وتوفير استثمارات في مجالات الفضاء وأنظمة حيوية أخرى تحتاجها القوات الأميركية التصدي لروسياوالصين واعتبار «دول مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران تهددان الاستقرار العالمي»