أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس اليوم (الجمعة)، ان الولاياتالمتحدة تواجه «تهديدات متزايدة» من قبل الصينوروسيا اللتين اعتبرهما من «القوى الرجعية» التي «تسعى الى اقامة عالم يتناسب مع انظمتها المتسلطة». وخلال تقديمه استراتيجيته للدفاع القومي، طالب ماتيس بتأمين الوسائل الكفيلة بتحديث الجيش الاميركي، معتبرا ان «التقدم التنافسي» للولايات المتحدة يواصل «التراجع في كل الميادين». وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قدم الشهر الماضي «استراتيجيته للامن القومي»، وصدر تقرير ماتيس حول استراتيجيته للدفاع القومي ليكون الترجمة العسكرية لهذه الاستراتيجية. وشدد ترامب في استراتيجيته على ان «قوى منافسة مثل روسياوالصين تسعى الى ضرب قيم الولاياتالمتحدة وغناها ونفوذها». ويشير وضع الجيش الأميركي مواجهة الصينوروسيا في محور استراتيجية الدفاع الجديدة إلى تحول الأولويات الأميركية بعد أكثر من عقد ونصف من التركيز على قتال المتشددين. وتحدد الوثيقة الخاصة باستراتيجية الدفاع، وهي الأولى من نوعها منذ العام 2014 على الأقل، أولويات وزارة الدفاع (البنتاغون) التي يتوقع أن تنعكس على طلبات الإنفاق الدفاعي المستقبلية. وأصدر البنتاغون نسخة غير سرية من الوثيقة مؤلفة من 11 صفحة اليوم. وتعد الوثيقة التي يطلق عليها «استراتيجية الدفاع الوطنية» أحدث إشارة على إصرار إدارة الرئيس دونالد ترامب المتزايد على مواجهة التحديات التي تمثلها كل من روسياوالصين على رغم دعوات ترامب لتحسين العلاقات مع موسكو وبكين. وتقول الوثيقة: «يتضح بصورة متزايدة رغبة الصينوروسيا في تشكيل عالم يتسق مع نموذجهما السلطوي... اكتساب سلطة تتيح لهما نقض قرارات الدول الاقتصادية والديبلوماسية والأمنية». وقال نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستراتيجية وتطوير القوات إلبريدغ كولبي في إفادة للصحافيين إن روسيا أكثر جرأة بكثير من الصين في استخدام القوة العسكرية. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014 وتدخلت عسكريا في سورية دعما للرئيس بشار الأسد. لكن كولبي قال إن قدرات موسكو محدودة بمواردها الاقتصادية. ووصفت الوثيقة الصين بأنها تشهد صعوداً في المجالات الاقتصادية والعسكرية. وبدأت الصين عملية تحديث واسعة النطاق لجيشها وصفها كولبي بأنها «تتناقض بشدة مع مصالحنا». وأضاف: «تمثل هذه الاستراتيجية تغييراً أساسياً بالفعل لتقول إن علينا العودة إلى أساسيات احتمال نشوب حرب. هذه الاستراتيجية تقول إن التركيز سيكون على إعطاء الأولوية للاستعداد لخوض حرب خاصة مع قوة كبرى». وأدرجت الوثيقة كوريا الشمالية بين أبرز أولويات البنتاغون، مشيرة إلى الحاجة للتركيز على الدفاعات الصاروخية الأميركية ضد التهديد الذي تمثله بيونغيانغ التي كدست، إضافة للأسلحة النووية، ترسانة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية والتقليدية.