في وقت تستعد تركيا لحشد قواتها العسكرية لانطلاق معركة عفرين في الشمال السوري، كشفت تقارير سورية وجود تحركات لبعض القيادات في «هيئة تحرير الشام» -»النصرة سابقا»- للانشقاق عن الجبهة والعودة إلى مبايعة زعيم تنظيم القاعدة المتشدد، أيمن الظواهري. وأوضحت التقارير أن أسباب الانشقاقات غياب وتراجع الدعم لهيئة تحرير الشام، إلى جانب محاصرتها في مناطق ضيقة من محافظة إدلب، فضلا عن المساعي الروسية لتصدر محادثات التسوية السورية، عبر مؤتمر الحوار الوطني المرتقب أواخر الشهر الجاري في مدينة سوتشي. ولفتت التقارير إلى أن عمليات الانشقاق تجري على قدم وساق، وبشكل سرّي، خوفا من الاعتقالات والتصفية، خاصة بعد الاعتقالات التي طالت عددا من القيادات في الهيئة، والضغوط التي تعرضوا لها من تسليم السلاح، وإعلان الولاء التام للقيادة. وأضافت التقارير، أن هذه القيادات المنشقة أرجعت أسباب تخليها عن جبهة النصرة، إلى فك ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة الأم، ومحاولة تجميل صورتها أمام المجتمع الدولي لتجنب قصفها وملاحقتها مثل «داعش»، خاصة أن جبهة النصرة تسعى إلى كسب الشرعية السياسية، والدخول في أي مفاوضات مستقبلية تجنبا لتهميشها. اعتقالات سابقة يأتي ذلك، في وقت أصدرت قيادة «هيئة تحرير الشام»، أوامر اعتقال مباشرة من قائدها العسكري، أبومحمد الجولاني، بحق كل من القيادي «أبو جليبيب الأردني»، و»سامي العريدي»، في وقت سابق، وذلك على خلفية سعيهما إلى تشكيل تنظيم جديد يضم منشقين عن «داعش» وبعض الميليشيات المتشددة الأخرى، قبل أن يتم الإفراج عنهم بسب الانتقادات، في وقت شهدت إدلب عمليات اغتيال واسعة، وتصفية لبعض القيادات يرجح ارتباطهم بتنظيم القاعدة. معركة عفرين على صعيد متصل قالت مصادر ميدانية، أول من أمس، إن قوات من الجيش التركي بدأت التحضيرات للعملية العسكرية المرتقبة في مدينة عفرين السورية، لملاحقة وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وذلك عبر إقامة عدد من المشافي الميدانية على الحدود، وحشد القوات في ولاية كيليس الحدودية. وأكدت المصادر أن أنقرة حشدت نحو 15 ألف جندي في ولاية كيليس الحدودية، إلى جانب التعزيزات العسكرية في المخابر الحدودية. وكان حزب الاتحاد الديمقراطي عبر جناحه العسكري «وحدات حماية الشعب»، سيطر على مدينة عفرين في الآونة الأخيرة، مما دفع السلطات التركية إلى اتهامه بأنه الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني المحظور.