أكدت مصادر في المعارضة الإيرانية أن عدد ضحايا المظاهرات الإيرانية في صفوف المحتجين تجاوز الألف جريح، فيما قتل أكثر من 25 إيرانيا أثناء المظاهرات التي اجتاحت عددا من المدن الإيرانية، مشددين على أن أعداد ضحايا قمع سلطات الأمن الإيرانية قد يكون أكبر بكثير من الأعداد المعلنة والمتداولة في وسائل التواصل، بسبب التعتيم الذي يفرضه النظام من خلال منع نشر أخبار التظاهرات، وقطع الإنترنت على عدة مدن، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي. وتباينت ردود فعل القادة الإيرانيين حول المظاهرات الشعبية التي دخلت يومها السادس، ففي وقت هدد قائد عمليات ثارالله التابع للحرس الثوري المسؤولة عن أمن العاصمة طهران العميد كوثري، بقمع المتظاهرين، مؤكدا أن الحرس الثوري لن يسمح باستمرار الانفلات الأمني، اعتبر مساعد وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة بأن الظروف طبيعية في غالبية البلاد، وأن الاضطرابات محدودة في بعض المناطق، وستنتهي قريبا في ظل التعاون بين المواطنين والقوى الأمنية. استمرار التحركات وبحسب المصادر أسفرت المواجهات بين السلطات الأمنية والمتظاهرين الإيرانيين، أمس، عن سقوط عدد كبير من القتلى في ولاية أصفهان، من بينهم عناصر من الشرطة، إثر مواجهات نشبت بين المتظاهرين والشرطة، إضافة إلى سقوط عدد آخر في همدان، وحرق عدد من الحوزات العلمية في كل من طهران وقم وأصفهان والأحواز ومناطق أخرى، إضافة إلى حرق مقرات للبنوك الإيرانية في درود، وأنباء عن سيطرة المحتجين على منطقة «خميني شهر» في أصفهان. وقالت المصادر إن التحركات مستمرة في كردستان والأحواز وكرمناشاه، لافتة إلى استهداف المحكمة العسكرية في كرج، وهناك استهداف للحوزة العلمية في مشهد وغيرها من المناطق كونها استغلت الدين والمذهب لتبرير جرائم النظام. قطع الإنترنت عدت رئيسة قوى المعارضة الإيرانية مريم رجوي، صمت وتقاعس الدول الغربية حيال قتل المتظاهرين العزل المجردين عن السلاح عار عليها، مشددة على أنه يجب أن تشترط حكومات العالم لإقامة علاقاتها مع النظام الإيراني وقف حملات القمع على المتظاهرين، وإلغاء حجب الإنترنت. وزادت: «عمد نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين إلى قطع الإنترنت جراء خوفه وتخبطه، ولكن هذه الخطط الجبانة للملالي لا تجدي نفعا، وسيكون الخاسر هو النظام الحاكم قبل أي شخص. الإرادة الصلبة للشعب الإيراني والقوة الإبداعية والمبتكرة للشباب المنتفضين هي من يقول كلمة الفصل اليوم». بدوره، توقع المحلل السياسي الدكتور عمر عبدالستار، أن تتطور المظاهرات الإيرانية إلى اعتصام، ثم إضرابات ثم عصيان مدني، كما توقع بأن يواجه النظام الثورة بثورة مضادة.
ترهيب المتظاهرين لوحت طهران أمس بعقوبة الإعدام في وجه المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع منذ الخميس الماضي. وحذر رئيس المحكمة الثورية في طهران من أن المحتجين المعتقلين قد يواجهون قضايا عقوبتها الإعدام عندما يحاكمون، وفقا لتقارير إخبارية متداولة. ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن موسى غضنفر أبادي قوله «من الواضح أن إحدى التهم الموجهة إليهم يمكن أن تكون الحرابة أو شن حرب ضد «الله»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام في إيران». ونقل عن غضنفر أبادي قوله إن بعض المحتجين سيحاكمون قريبا بتهمة العمل ضد الأمن القومي وتدمير الممتلكات العامة. كما أكد أن حضور التجمعات التي لا تقرها الشرطة يعتبر غير قانوني في إيران. يذكر أن السلطات الإيرانية اعتقلت نحو 450 شخصا في ثلاثة أيام بالعاصمة طهران منذ السبت الماضي، وفقا لوكالة أنباء شبه رسمية.