كشف عالمان نفسيان أن المهووسين بالتقاط الصور لأنفسهم مصابون بحالة عقلية تدعى «التهاب الذات»، فيما تسبب المصطلح في حالة من الجدل بين بعض العلماء أخيرا في الولاياتالمتحدة، لأنه يخص حالة جسدية وعقلية واحدة تتعلق بالتصوير، فكان هناك من يؤيد ويرفض الفكرة. مصطلح التهاب الذات يوجد الكثير من الناس الذين يصورون أنفسهم بشكل مستمر، خصوصا على تطبيقات مثل «سناب شات» أو «إنستجرام»، لذلك فإن تصوير الذات متأصل جدا في حياة الكثيرين، ولكن وفقا لطبيبين نفسيين، فإن التقاط الصور الشخصية في كل وقت يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتنا النفسية. في عام 2014، صاغ كاتبُ أخبارٍ ساخرة مصطلحَ «التهاب الذات»، قائلا إن الجمعية الأميركية للطب النفسي كانت على وشك أن تعترف بأنه اضطراب حقيقي. وبعد ثلاث سنوات، نظر باحثان في هذا المصطلح، وقررا أنه يمكن أن يكون هناك بعض الحقيقة فيه. حالة حقيقية نشر علماء النفس مارك جريفيثس وجانارثانان وبالاكريشنان ورقة علمية في المجلة الدولية للصحة العقلية والإدمان، وأكدا أن «التهاب الذات» هو حالة حقيقية، ويمكن تشخيصها على أنها «السيلفي المفرط فيه».ولإثبات دراستهما، طور العالمان «مقياس سلوك الذات»، وذلك من خلال مسح سلوك تصوير السيلفي بمشاركة 400 مشارك من الهند. ويقوم المقياس بتقييم شدة الحالة. إدمان السيلفي طرح على المشاركين أسئلة مثل «هل تشعر بشعبية أكبر عند نشر صور شخصية على وسائل الإعلام الاجتماعية»، أو «عندما لا تلتقط صورا شخصية، هل تشعر بأنك منفصل عن الناس؟». وطرحت مثل هذه الأسئلة لتحديد ما إذا كان المشاركون قد وصلوا بالفعل إلى مرحلة إدمان تصوير «السيلفي». يقول بالاكريشنان: «عادة ما يعاني أولئك الذين يعانون من هذه الحالة من نقص في الثقة بالنفس، ويسعون إلى التوافق مع من حولهم، وقد يظهرون أعراضا مشابهة للسلوكيات الأخرى التي يحتمل أن تسبب الإدمان». وأضاف: تبدو الحالة النفسية والعقلية حقيقية الآن، ولكننا نأمل أن نجري مزيدا من البحوث لفهم المزيد عن سبب تفكير بعض الناس في ممارسة هذا السلوك على الدوام، وكيف يمكن مساعدة الناس للحد من إدمان التصوير بشكل مفرط فيه. سلوكيات معقدة على الرغم من أن الأطباء يريدون الخوض في بعض السلوكيات المتعلقة بالأجهزة الإلكترونية واستخداماتها، يرى آخرون أن الأمر ليس بهذه الأهمية، أو أنه غير مقنع على أقل تقدير. ولذلك يقول المتحدث باسم الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا خلال حديث مع صحيفة «التلجراف» إن «التهاب الذات أو النفس غير موجود، واقترح عدم تسمية أي سلوك بشري بهذه الطريقة لأنها تسمية غير مسؤولة». وأضاف: «هناك ميل إلى محاولة تسمية مجموعة كاملة من السلوكيات البشرية المعقدة بكلمة واحدة». ولكن هذا أمر خطير لأنه يمكن أن يعطي حقيقة غير موجودة بالفعل«. مشاكل نفسية تقول أخصائية الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية بالقريات الدكتورة هدى البشير ل»الوطن«إن هوس»حب الذات«هو هوس لجذب انتباه الآخرين، وكثير من الدراسات أثبتت أنه يعتبر مؤشرا على الإصابة باضطراب نفسي.وأضاف: بالنسبة لمن لديهم هوس بتصوير الصور الذاتية»السيلفي«وأقصد التصوير المفرط فيه إلى درجة كبيرة فقد يكونون مصابين بأمراض نفسية سيكوباتية، أبرزها الأنانية والكبت العاطفي، وورد ذلك في عدد من الدراسات، خصوصا التي صدرت عن جامعة»أوهايو«الأميركية. وتابعت: يمكن تصنيف هذه الفئة بأنهم فاقدو الثقة بأنفسهم، فيلجؤون دائما إلى جمع جمهور من خلال التصوير بمواقع التواصل خاصة من خلال»سناب شات»، فيجمعون حولهم مجهولين لا يمتون إليهم بصلة ولا يعرفون شخصياتهم ولا عيوبهم. وقالت: كل ذلك يعتمد على المظهر الخارجي دونما الجوهر، وغالبا ما يكونون أكثر تعاسة، ويحاولون جاهدين إظهار السعادة أمام الآخرين. مستويات إدمان تصوير السيلفي 1. التقاط صورة السيلفي ثلاث مرات على الأقل يوميا دون نشرها على وسيلة إعلامية (حالة لها حدود) 2. التقاط الصور بكثرة في أوقات معينة من اليوم وإرسالها إلى المواقع والحسابات الشخصية (حادة) 3. التقاط الصور بشكل مستمر وفي أي وقت طوال اليوم (مرحلة مزمنة) أسباب الهوس بالمظهر الخارجي * النظرة الدونية إلى الذات * قلة الثقة بالنفس * عدم الشعور بالأمان * آثار عنيفة خلال مرحلة الطفولة * التأثر بالأشخاص الآخرين والغيرة