وسط حالة غضب شديدة تعيشها حاليا منطقة الشرق الأوسط، بسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال مراقبون إن موسكو تستغل هذه الحالة لتوسع نفوذها في المنطقة والعالم، ولكن بدون أن يحملها ذلك تكاليف كبيرة. وقال الباحث السياسي كاراغانوف إن الفوضى وغياب الحوار بين القوى العالمية، وليس فقط روسياوالولاياتالمتحدة، يجعل الوضع العالمي أكثر خطورة مما كانت عليه في حقبة الحرب الباردة، واصفا الحقبة الحالية بالفترة الانتقالية، والتي يمكن أن تستمر زمنا طويلا، وبعدها سيكون هناك مركزان رئيسيان: واحد أوراسي بقيادة الصين، ومعها روسيا والهند وكوريا الجنوبية واليابان، وآخر يتمركز حول الولاياتالمتحدة. سياسة منخفضة التكلفة وأوضح كاراغانوف أن السياسة الروسية في منطقة الشرق الأوسط مازالت منخفضة التكلفة جدا ومربحة للغاية. وقال «إن المشكلة هي أنه لا يمكن تحقيق شيء دائم في الشرق الأوسط»، مضيفا أن روسيا يمكنها التفاوض، وبناء هياكل كبيرة مع الصين، والهند، ومع أوروبا يوما ما، غير أن هذا الأمر يظل صعبا في الشرق الأوسط لتعدد الأزمات والانفجار السكاني ، وهو ما جعل المنطقة غير مستقرة. ولفت كاراغانوف إلى أن المسموح للساسة الروس هو اللعب فقط في الشرق الأوسط، دون التورط في المنطقة بأي شكل من الأشكال.