أوضح تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط الأميركي للأبحاث، أن إدارة ترمب تتشابه مع عهد بوش الابن في وجود نفس الانطباعات حيال العلاقات الإسرائيلية الأميركية، وأن الإسرائيليين باتوا يترقبون قرارات مصيرية من ترمب، على غرار إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، ومحاربة التطرف في المنطقة إلا أنه لا توجد استجابات مؤكدة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة. وقال التقرير إن شعار ترمب "جعل أميركا أولا"، يشير إلى وجود تغير في سياسة أميركا الداخلية والدولية، بحيث إن القرارات الجديدة ستتركز على خلق الوظائف في الداخل، وتحسين هيكلة البنية التحتية، وبناء الجدار الفاصل على حدود المكسيك، والتركيز على روسياوالصين في السياسة الخارجية، فيما ستتراجع اهتمامات الإدارة الجديدة تجاه قضايا إسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام. سياسة الطاقة قال التقرير إن فترة ترمب يمكن أن تشهد تقليلا واضحا في الاعتماد على الطاقة المتأتية من منطقة الشرق الأوسط، وهي سياسة تبناها باراك أوباما قبله ويمكن أن يدعمها ترمب في إدارته، من خلال زيادة صادرات الوقود الأحفوري الأميركي، وهو ما سينتج عنه انخفاض في أسعار النفط العالمية، في وقت يمكن أن تستغل إسرائيل انخفاض هذه الأسعار، بتكثيف صادراتها من الغاز الطبيعي إلى دول أوروبا، وهو المشروع الذي لطالما أثار الكثير من الجدل والتجاذبات ويمكن أن يحسم بشكل نهائي. التطرف في المنطقة أبان التقرير أن داعش والتطرف في المنطقة يمكن أن يتراجعا في أولويات فترة ترمب، بسبب تقاعس الولاياتالمتحدة في إرسال قوات عسكرية لمحاربة داعش في المنطقة، إلى جانب غياب أي خطط عسكرية لدى وزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس، لعمل ثورة إصلاحية في هيكلة الجيش العراقي بهدف جعله أكثر كفاءة في محاربة الإرهاب بسبب تكاليفها الباهظة، لافتا إلى أن القتال ضد داعش سيتواصل لكن باعتماد بعض الأساليب على غرار سياسة التحلل وتفكيك الخلايا. تقويض ميليشيات إيران ألمح التقرير إلى أن الأزمة السورية التي ستتواصل الهيمنة الروسية عليها، ستحتل صدارة القضايا المقلقة لدى إسرائيل، بحيث يمكن للأخيرة أن تطلب دعما تسليحيا أكثر من واشنطن حتى تحدث توازنا ملحوظا في ميزان القوى مع روسيا، فيما ستكون أزمة سورية نقطة انحراف العلاقات الإسرائيلية الأميركية، تماما مثل قضية الاتفاق النووي في عهد أوباما، إذ إن أولويات ترمب هي تطوير علاقته مع روسيا، ويمكن أن يطرح وصفة للأخيرة حول التسوية في سورية، وكيفية تقويض دور إيران وميليشيا حزب الله اللبناني، الأمر الذي سيضع إسرائيل في معزل عن كل هذه التحركات. إلغاء الاتفاق النووي أكد التقرير أن الاتفاق النووي الإيراني الذي وعد ترمب بإلغائه أثناء حملته الانتخابية، يحظى بأهمية بالغة لدى ساسة إسرائيل، وما انفكوا يتوعدون بإلغائه، مشيرا إلى أن ترمب قلل من لهجة خطابه تجاهه بعد تقلده السلطة، وإذا ما حصلت أية محاولات للتلاعب حول الاتفاق، فإن روسيا تتخذ خطوات رد قاسية تجاهه، باعتبار أنها هي طرف في المحادثات مع كل من الصين وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وبالتالي فإن علاقات ترمب مع بوتين ستتعقد أكثر، وستكون إسرائيل في معزل مرة أخرى. الصراع الفلسطيني قال التقرير إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كان دائما حاضرا في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث إن حكومة نتنياهو تسرع دائما من عمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وتعتقد أنها بذلك يمكن أن تضغط على الإدارة الجديدة من أجل الاستمرار في استعمال الفيتو، الذي كسر قاعدته أوباما منذ 50 سنة مؤخرا، في الوقت الذي راهنت فيه إسرائيل دائما على المواقف الأميركية الداعمة لها إزاء أي قرار تتخذه، سواء على الصعيد الديبلوماسي أو السياسي، فيما ستزيد خطوة نقل سفارة أميركا إلى القدس من تثبيط أي محاولة لإنعاش مفاوضات السلام المتعثرة.