تغيرت النظرة الاجتماعية إلى لاعبة كرة القدم السعودية مؤخرا، فبعد أن كانت غير مقبولة لكون اللعبة مقرونة بالذكور، أصبح المجتمع يرى أنها تمارس نوعا من الرياضة المحببة، وأنها رياضة تمد الجسم بالقوة والصحة النفسية. لمياء الفارس (29 سنة) مارست كرة القدم مع أخيها منذ أن بلغت سن ال17 ، واستمرت في هوايتها مع صديقاتها اللواتي حرصت على تجميعهن حتى أسست بالتعاون معهن فريق التحديث لكرة القدم بالرياض، والذي أصبح يحصل على بطولات متوالية. وجود راع حول الإمكانات المتوافرة لاستمرار الفريق، قالت الفارس «عندما حصلنا على راع، وهو نادي كور (kore) الصحي، تحسن الوضع كثيرا، فهو يقدم لنا حصصا لتقوية العضلات، ويفتح أبوابه لنا طوال العام مجانا، حيث نمارس التدريبات الخاصة بالفريق هناك. نحن حريصات جدا على التدريب لساعتين 3 مرات في الأسبوع بإشراف إحدى المدربات، وتشتمل هذه التدريبات على لياقة بدنية وتطوير المهارات وتعزيز سرعة البديهة». 6 أشهر تقول الفارس «أحببت كرة القدم منذ الصغر حتى إنني كنت أذهب إلى الملعب مع أبي، وألعب الكرة مع أخي، وبدأت مع بعض الزميلات في تأسيس فريق التحدي، ومع وجود فرق أخرى في كرة القدم للفتيات، كاليمامة والرياض وهانل على سبيل المثال، نظمنا دوريات ومسابقات موسمية تستمر نحو 6 أشهر وبعضها لأيام فقط، حيث توجد اليوم في الرياض وحدها 7 فرق كروية للفتيات». وتضيف «فريقنا سبق أن لعب مباريات في دول أخرى استضافته، مثل أبوظبيوالمنامة والدوحة، وتظل المنامة هي الأكثر اهتماما بلاعبة كرة القدم الخليجية، حيث تولي عناية كاملة بها منذ الصغر من حيث الأداء الفني والبنية الجسمانية واللياقة البدنية حتى إن في البحرين لاعبات متفرغات للعبة تماما، وأتمنى الوصول إلى هذا القدر من الاهتمام من خلال جهة رياضية في المملكة». نظرة المجتمع وعن ممارسة المرأة السعودية لهذه اللعبة التي كانت حكرا على الرجال، قالت «نظرة المجتمع السعودي تغيرت كثيرا في السنتين الأخيرتين، وأصبحت الفتيات تهتم بمتابعة الأندية السعودية ومنافسات الدوري والكأس، لكن قبل سنوات كنا نمارس اللعبة بشيء من الخوف والحياء لأن المجتمع كان يعدها لعبة للرجال فقط، اليوم أصبح الرجال يتابعون كأس العالم للسيدات، مما أدى إلى تغيير أفكارهم وحصولهم على ثقافة جيدة عن رياضة المرأة، فالتغير في المملكة أصبح إيجابيا للغاية». وأضافت «كنت سعيدة بدعم زوجي لي، وهو أحد أقاربي الذي انفصلت عنه مؤخرا، لكنه كان خير سند لي، ويطلب مني أن يحضر التدريبات والمباريات ليشاهدني عن قرب خلال ممارستي للعبة». وتابعت «ألعب في مركز الهجوم، لكن المدربة تعدني (جوكر) لقدرتي على اللعب في أكثر من خانة، ومنها حراسة المرمى، وأثناء غياب المدربة أقوم بالتدريب، فأنا أعمل مدربة للأطفال من سن 9 أشهر نظرا لحاجة حتى الأطفال للتمارين الخاصة بالعضلات والتوازن إلى 6 سنوات. وسبق أن كنت مدربة في أكاديمية أكون لتدريب الفتيات على لعبة كرة القدم من سن ال 8 إلى 18 سنة، ولما يتخرجن منها يشاركن في الفرق الموجودة في الرياض، وسبق أن دربت في مدارس جامعة الأميرة نورا بالرياض لألعاب كرة السلة والطائرة والقدم للمرحلة الابتدائية». مواصلة لا تفكر الفارس في اعتزال ممارسة اللعبة نظرا لحبها الشديد لها، ولكنها إذا اضطرت لذلك يوما ما بسبب كبر السن ستتجه إلى التدريب، خاصة أنها حاصلة على شهادات تدريبية لأعمار معينة. وتعمل لمياء حاليا في مدرسة لتدريب الأطفال، وتقدم برنامجا رياضيا خاصا حسب الإمكانات المتوافرة. وعبرت الفارس عن سعادتها بالقرارات الجديدة، ومنها إدخال الرياضة المدرسية للبنات، ومنح تراخيص للمراكز الصحية، الأمر الذي يعكس وعي الدولة التي تحرص على تنفيذ رؤية التحول الوطني 2030.