غدا يطل على المملكة العربية السعودية شمس يوم عظيم لتذكرنا بذكرى خالدة تزهو لها النفوس وتطرب لها القلوب، ففي مثل هذا اليوم وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- شتات كياننا الشامخ تحت راية التوحيد التي تمكن حبها وحبه في أفئدة الشعب، فأزالوا التناحر والتنافر والفرقة، وانضموا تحت لواء ملك عظيم وراية موشحة بكلمة التوحيد. فرحم الله مؤسس هذه البلاد، وجزاه عنا خير الجزاء، وحق لنا أن نحتفل بهذا اليوم ونحيي ذكراه الخالدة العطرة، وحق لأجيال هذا الوطن أن تستذكر وتستلهم تلك المفاهيم والتضحيات الجسام التي توحد بها هذا الكيان. ولقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تنمية شاملة في كافة المجالات، علميا واقتصاديا وأمنيا وسياسيا، فقد كان -حفظه الله وأيده- سدا منيعا لهذه البلاد المباركة، فقد تضافر حزمه وعزمه لحفظ أمن هذه البلاد المباركة، وتطهير حدودها من العابثين المتربصين، يسانده في ذلك ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، الذي استطاعت حنكته ونظرته الثاقبة -بعد توفيق الله- إطلاق رؤية 2030 التي حققت وستحقق لبلادنا تقدما ورقيا في كافة المجالات، حتى أصبحت رؤيته محط أنظار العالم بأسره. لقد احتوت الرؤية وخطة التحول الوطني على عدد من الأهداف الاستراتيجية، والمستهدفات، ومؤشرات القياس، وفق تخطيط محكم البناء، فلم تتردد المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وفق هذا النسق المحكم في التعاطي مع هذه الرؤية الطموحة، فأقرت عددا من البرامج تتناسب مع خطة التحول الوطني، وتلتقي مع أهداف رؤية 2030، فأطلقت 16 مبادرة جديدة بمسارات متنوعة، تستهدف من خلالها الوصول إلى اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي ووطن طموح، ومنها تطوير الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص، وبناء شخصيات أبناء وفتيات الوطن بتفعيل برنامج «ارتقاء»، لإشراك الأسرة مع الوحدات التدريبية، وتبني عديد من البرامج الثقافية والاجتماعية والرياضية، وتفعيل مبدأ -نتّعلم لنعمَل- من خلال مشروع بناء القدرات بالوحدات التدريبية، العمل على تيسير فرص العمل والتعلم الإلكتروني، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية للمؤسسة، ودعم العمل التطوعي.