استعادت الذاكرة الإسلامية أمس أول بيعة في الإسلام، والتي حدثت وقائعها في منى، بمسجد أكسبته الحادثة أهمية تاريخية كبرى. فعلى بعد 500 متر تقريبا من جمرة العقبة الكبرى، إذ يلحظ الحجاج العابرون لمنطقة الجمرات، «مسجد البيعة» الذي شهد تلك البيعة، في لحظة كانت مقدمة لتغيير وجه التاريخ البشري. إرهاصات الهجرة تمت بيعة العقبة الأولى في هذا الموضع من منى سنة 12من النبوة 621م حيث بايع 12 شخصا من قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة، كما أن بيعة العقبة الثانية كانت في ذات الموضع، وذلك أثناء موسم حج سنة 13 من النبوة 622م. وحضر هذه البيعة 73 رجلا وامرأتين من أهل المدينةالمنورة، ودعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي المدينة، في رحلة عرفت ب«الهجرة»، وقالوا: إلى متى ندع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة، وعرفت هذه البيعة أيضا ببيعة العقبة الكبرى وبنى أبوجعفر المنصور سنة 144 - 761م مسجدا في موضع البيعة، كما هو مدون في اللوحة التي لا تزال مثبتة على جدار المسجد للقبلة من الخارج وهو مكون من فناء مكشوف تتقدمه مظلة. مسجد البيعة * مصلى لا سقف له يحوي محرابا وملحقا معه فناء * يطل على منى من الناحية الشمالية في السفح الجنوبي لجبل «ثبير» المطل على شعب المعروف باسم «شعب الأنصار» أو«شعب البيعة». * شيد «مسجد البيعة» سنة 144ه * بناه الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور في الموضع الذي تمت فيه البيعة تخليدا لهذه الذكرى. * يوجد فيه حجران كتب على أحدهما عبارة «أمر عبدالله أمير المؤمنين أكرمه الله ببنيان هذا المسجد» في إشارة إلى الخليفة العباسي * به رواقان من الجهتين الشامية واليمانية بطول 23 ذراعا وعرض 14 ذراعا ونصف الذراع * كل منهما مسقوف بثلاث قبب على 4 عقود وبابين * طول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة 38 ذراعا تقريبا. * يوجد نقش إنشائي يؤرخ لعمارته وآخر تذكاري من نفس الفترة ونقش إنشائي مؤرخ في سنة 625ه.