بالتزامن مع انتصارات مهمة يحققها الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود على الحدود اللبنانية السورية التي أطلقها قبل أيام قليلة للقضاء على تنظيم داعش في منطقة جرود رأس بعلبك، بدأت معركة أخرى في منطقة القلمون السورية الغربية يقودها حزب الله والنظام السوري ضد تنظيم داعش أيضا، ووصف محللون سياسيون هذا التزامن ب«المقصود» وأنه لم يحدث عن طريق الصدفة، مشيرين إلى أن تلك الخطوة من قبل حزب الله والنظام السوري جاءت رغم نفي الجيش اللبناني قطعيا أي تنسيق بينه وبين أي قوات عسكرية أخرى سواء قوات النظام السوري أو ميليشيا حزب الله في معركته ضد داعش. وحسب المحللين فإن تصريحات حزب الله قبل بدء انطلاق معركة فجر الجرود تضمنت إشارات إلى مشاركة ميليشياته في معركة عرسال للقضاء على تنظيم جبهة النصرة. وهو ما أثار جدلا واسعا في المجتمع اللبناني الذي أدان قتال حزب الله، في الوقت الذي أجمع اللبنانيون على دور الجيش اللبناني في القضاء على الإرهاب في عرسال. ولفت المحللون إلى أن حزب الله لم يكتف بقتاله إلى جانب النظام السوري فقط بل أشاد بالدعم الإيراني لميليشياته وقوات النظام في عملياتهما العسكرية، وأدان الدعم الذي تلقاه الجيش اللبناني من الولاياتالمتحدة الأميركية. مشهد مسرحي ذكر رئيس دائرة الإعلام الداخلي في حزب القوات اللبنانية مارون مارون في تصريح صحفي أن «حزب الله استبق الجيش إلى عملية جرود عرسال لتأمين خروج لائق للمسلحين وتصوير المشهد المسرحي على أنه انتصار حقيقي، مضيفا: علينا أن نترك للرأي العام الاستنتاج من هم الذين يتجاوزون مؤسسات الدولة، ومن هم الساعون لقيام دولة حقيقية في لبنان». وقال مارون إنه من الطبيعي ألا يكون للجيش اللبناني أي تنسيق عسكري أو معلوماتي مع حزب الله، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني جزء من التحالف الدولي الذي نشأ للقضاء على تنظيم داعش في سورية والعراق، ومن أجل ذلك حصل قبل عملية فجر الجرود على مساعدات عسكرية وذخائر وآليات حديثة للقضاء على التنظيم، خصوصا أن التحالف الدولي ينظر إلى حزب الله كمنظمة إرهابية، وبالتالي فهو يراعي هذا الأمر ويعتمد على قدراته العسكرية بشكل مطلق، ما مكنه من تحقيق انتصار كبير في معركته الأولى في عرسال ضد تنظيم جبهة النصرة. تخطي المصاعب أضاف مارون أن الجيش اللبناني يتقدم حاليا في معركة فجر الجرود، حيث قضى على عدد كبير من مقاتلي تنظيم داعش بعد سيطرته على عدد من التلال الواقعة على الجانب اللبناني، رغم صعوبة المعركة حسب تصريحات الجيش اللبناني، كون منطقة القتال جردية، حيث سيكون من الصعب على الآليات العسكرية السير فيها، وتتطلب من الجنود السير بمنطقة وعرة ومواجهة براعة تنظيم داعش في زرع الألغام والتفخيخ. وقال إنه رغم هذه الظروف المعقدة فإن الجيش اللبناني تمكن في أيام المعركة الأولى من تخطي قناصي داعش ما سيسهل عليه السيطرة على باقي المناطق بالاعتماد على الطوافات وعمليات الإنزال والالتفاف من ناحية عرسال باستخدام الجرافات كي يفاجئ داعش من عدة محاور. تجاوزات حزب الله * عرقلة أعمال الجيش اللبناني * عدم الاهتمام بمؤسسات الدولة * الإشادة بالدعم الإيراني لميليشياته * استخدام الأسلوب المسرحي للدعاية لعملياته