بينما أكد وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، أول من أمس، أن بلاده تتعامل أمنيا مع كل الفرقاء السياسيين في ليبيا، تسعى دول الجوار الليبي في البحث عن حلول سريعة لإنهاء الأزمة الليبية وانعكاساتها على الدول المجاورة، في وقت أحدثت المبادرة الفرنسية التي جمعت رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وقائد الجيش المشير خليفة حفتر نوعا من الارتياح لدى القوى الإقليمية والدولية. وجاءت تصريحات الحرشاني خلال زيارته مقر ثكنة عسكرية في مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا، وذلك قبل التوجه إلى الحدود البريّة مع ليبيا، لمتابعة التقدم في إنجاز المنظومة الإلكترونية على الخط الترابي العازل بين البلدين. وبحسب مراقبين، تفضل دول الجوار وأبرزها الجزائر وتونس ومصر الوقوف على الحياد إزاء الأزمة الليبية وانتظار ما ستتمخض عنه المبادرات الدولية لإنهاء الفوضى السياسية والأمنية التي تعاني منها البلاد. فوضى وانقسامات يأتي ذلك، في وقت نتج عن الاجتماع الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين حفتر والسراج على ضرورة وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت، في مسعى لتوحيد الميليشيات المتفرقة تحت مظلة جيش وطني موحد، وإنهاء حالة الانقسامات والتشرذم الذي تعاني منه البلاد. وتعيش ليبيا حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، حيث ما تزال تتصارع 3 حكومات على السلطة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما الوفاق الوطني المُعترف بها دوليًا، وحكومة الإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة في مدينة البيضاء شرقي البلاد والتي تتبع لمجلس نواب طبرق التابعة لها قوات حفتر.