كشفت مجلة Foreign Policy الأميركية عن وجود تفاصيل سرية لاتفاق وقف النار الذي توصلت له كل من الولاياتالمتحدةوروسيا في جنوب غربي سورية، ودخلت حيز التطبيق الأحد الماضي. وأوضح تقرير المجلة، أن الاتفاقية تدعو إلى منع المقاتلين الأجانب، بما في ذلك الميليشيات المدعومة إيرانيا والموالية للقاعدة وداعش من دخول منطقة الجولان الاستراتيجية الواقعة قرب الحدود مع إسرائيل والأردن. وتطرق التقرير إلى أن دبلوماسيين ومراقبين أميركيين شككوا في نجاح تطبيق هذه الاتفاقية بشكل كامل، وبأن تؤدي روسيا دورها كضامن ذي مصداقية لوقف إطلاق النار، خاصة أن إيران تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة. فشل الروس أكدت المجلة أن الروس فشلوا في إقناع الميليشيات الإيرانية باحترام مناطق خفض التوتر التي تم تحديدها قرب المواقع الأميركية جنوب شرقي سورية، مشيرة إلى أن الضباط الأميركيين أبلغوا نظراءهم الروس حول المنطقة القريبة من التنف، إلا أن الميليشيات الإيرانية والطائرات الحربية النظامية السورية تجاهلت التحذير واتجهت نحو قوات العمليات الخاصة الأمريكية وحلفائها الأكراد والعرب، وهو ما دفع القوات الأميركية إلى إسقاط الطائرة السورية، ومعها طائرة إيرانية دون طيار كانت تقصف تلك المناطق. موقف إيران أضاف التقرير «إن موقف إيران من اتفاقية وقف إطلاق النار كان بارداً ومقتضباً»، حيث صرح ناطق الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، بأن اتفاقية وقف إطلاق النار تحتوي نقاطا غامضة، في وقت أعرب مراقبون غربيون عن تفاؤلهم بنجاح الاتفاقية. وبحسب التقارير الأميركية، فقد علق عدة خبراء أميركيين على نجاح هذه الاتفاقية باختبار مدى وصول التعاون الروسي الأميركي إلى أقصى الحدود، فيما ستتكرر هذه الاتفاقية في حال لو نجحت في مناطق أخرى من سورية. وأوضح التقرير أن هذه الاتفاقية تنص على وقف إطلاق النار بين القوات السورية النظامية وجماعات المعارضة المسلحة، كما تدعو إلى استبعاد المقاتلين الأجانب، ومن ضمنهم الميليشيات الإيرانية، ومقاتلو داعش والقاعدة من القتال في المناطق الجنوبية السورية الواقعة أسفل مدينة القنيطرة والسويداء، بالإضافة إلى أنها تدعو للحفاظ على الترتيبات الأمنية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الجنوب الغربي، وذلك لمنع القوات الحكومية السورية من محاولة استعادة تلك المناطق. وخلصت المجلة نقلا عن أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية قوله «إن الطرفين، الروسي والأميركي، لا يزالان يناقشان تفاصيل الاتفاقية، بما في ذلك كيفية مراقبة وقف إطلاق النار، والقواعد التي ستحكم مناطق خفض التوتر، ووجود المراقبين، إلى جانب تفاصيل أخرى».