تزايدت مخاوف المشرعين الأميركيين في الفترة الأخيرة، من خطورة العودة إلى الأخطاء السابقة والتدخل العسكري في أفغانستان، وذلك بعد أن أوردت تقارير أميركية تأكيدات بوجود نوايا أميركية لتعزيز قواتها العسكرية في هذا البلد الذي يعاني من فوضى سياسية وأمنية. وكان رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي النائب جون ماكين، قد أشار صراحة إلى أن بلاده ليست لديها استراتيجية لتطبيع الوضع في أفغانستان، مبينا أن هذه الاستراتيجيات تكلفها خسارة الحرب التي بدأتها منذ 15 عاما. وأضاف ماكين خلال تصريحات صحفية «إن الجيش الأفغاني يمنى بخسائر متكررة غير مقبولة، وعلى واشنطن وضع استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب». وكان ماكين قد قام بجولة في الآونة الأخيرة، زار خلالها أفغانستان وباكستان والإمارات، على رأس وفد ضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأجرى خلالها محادثات مع مسؤولين في كابل. تراجع السيطرة من جانب آخر، يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن المشكلة تكمن في عدم ترتيب الإدارة الأميركية نفسها حتى الوقت الراهن، حيث إن القرارات السياسية تعتبر موازية للتحركات العسكرية ولها تأثير كبير في نجاح العمليات الميدانية، في وقت يتواجد ما يقارب ال13 ألف عسكري من التحالف الدولي على الأراضي الأفغانية، منهم 8400 ضابط وجندي أميركي. وبحسب إحصاءات مطلعة، كانت الحكومة الأفغانية قد بسطت سيطرتها في نوفمبر عام 2015 على نحو 72% من أراضي البلاد، قبل عودة نفوذ الحركات المتشددة مثل طالبان وداعش، لتتراجع نسبة السيطرة الحكومية على 57% فقط. تفويض مباشر أوردت تقارير أميركية مؤخرا، نقلا عن مصادر من داخل البيت الأبيض، تأكيدها أن الإدارة الأميركية سمحت لوزارة الدفاع الأميركية بإرسال تعزيزات إلى أفغانستان، بحيث لا يتعدى قوامها 3900 عسكري، من دون الرجوع وطلب الموافقة على ذلك، في وقت تسعى واشنطن لملاحقة قيادات وعناصر كل من طالبان وشبكة حقاني المدرجتين في قوائم الإرهاب، يحذر خبراء من خطورة التغاضي عن تنظيمي القاعدة وداعش حتى لا يعود نفوذهما مرة أخرى.