فيما صرح نائب وزير الخارجية الأفغاني حكمت خليل كرزاي مؤخرا، بأنه لا يمكن تسوية الصراع في أفغانستان دون إقامة حوار سياسي غير مشروط، وأن أي اتفاقيات سلام يجب أن تكون مع الجماعات المحلية مثل طالبان وشبكة حقاني، أشار مراقبون إلى أن تنظيم داعش فشل في إيجاد موطئ قدم له بأفغانستان، رغم تزايد قوته خلال الفترة الماضية في سورية والعراق وليبيا. ورغم أن داعش تبنى خلال الفترة الماضية مسؤولية انفجار كبير خلف المستشفى العسكري في العاصمة الأفغانية كابول، أودى بحياة 38 شخصا، إلا أن التوقعات الاستخباراتية قللت من تزايد قوته، بفعل الضربات العسكرية التي يتلقاها من قبل القوات الأميركية وحلف الناتو في عدة أقاليم، مما أدى إلى إضعافه، بدليل تراجع وجوده في معظم الأقاليم الأفغانية. المنافسة الشديدة أرجعت المصادر الاستخباراتية سبب ضعف داعش في أفغانستان إلى أن البلاد تعاني أصلا من وجود متطرفي تنظيم القاعدة وقوة شوكتهم، مما لا يدع مجالا لبروز تنظيم متطرف آخر، رغم تقديم بعض عناصر حركة طالبان الولاء له في الأيام الأولى لإنشائه، إلا أنه لم يتمكن سوى من السيطرة على جزء صغير من البلاد، بسبب المنافسة التي تبديها الحركات المسلحة الأخرى التي ترفض السماح بتمدده على حساب نفوذها وسيطرتها. وأكدت المصادر أن طالبان لا تزال قوية بشكل أكبر من أي وقت مضى. وأكد السفير الأميركي السابق في أفغانستان، رونالد نيومان، في تصريحات إعلامية أن داعش حاول مرارا السيطرة على مناطق غرب البلاد، إلا أن طالبان أرسلت تعزيزات لمطاردته واستئصاله، مما ألحق بالتنظيم أضرارا بالغة، كما أشار نائب وزير الخارجية الأفغاني إلى أن الحوار المباشر مع الحركات المسلحة، قد يساعد في حل الإشكالات التي لا تزال عالقة بين الجانبين، لافتا إلى أن حركة طالبان لديها شق آخر يرى في الحوار سبيلا لإحلال السلام في البلاد، نافيا وجود قوة متنامية لداعش في أفغانستان.