أعلنت القوات المسلحة العراقية أمس، استعادة السيطرة على حي الفاروق الواقع في الجانب الشمالي الغربي من مدينة الموصل القديمة، وذلك بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم داعش. وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزته القوات الحكومية، إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على موقع جامع النوري التاريخي، الذي تم تدميره الأسبوع الماضي من قبل عناصر موالية له، فيما تستمر عمليات التمشيط للأحياء الغربية بالمدينة التي تمت استعادتها من التنظيم في وقت سابق. وكانت القوات المشتركة العراقية قد واصلت تقدمها في عمق الموصل القديمة مؤخرا، وتضييق الخناق على مقاتلي التنظيم في الأحياء والأنفاق تحت الأرض، وذلك بعد مرور 8 أشهر منذ بدء عملية استعادة الموصل من داعش بدعم من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. أزمة المدنيين تتزايد المخاوف لدى المراقبين من الانتهاكات التي يمكن أن تطال مدنيي الموصل من قبل الميليشيات التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية بدعم من إيران، حيث سجلت العديد من التجاوزات بحق أهالي الموصل، فضلا عن عمليات السطو ونهب ممتلكات المدنيين الفارين، الأمر الذي دفع بالنشطاء إلى إطلاق حملات تدعو إلى وقف انتهاكات الميليشيات المتمردة. وطبقا لإحصاءات مطلعة، اضطر أكثر من 800 ألف مدني للفرار من مناطقهم في الموصل منذ بدء عمليات استعادتها من قبضة التنظيم، فيما لا يزال العديد منهم يسكنون المخيمات المكتظة، وسط نقص في المواد الغذائية والطبية. تراجع التنظيم بحسب مصادر مطلعة، يواجه عناصر التنظيم المتشدد حملات خانقة من قبل القوات العراقية، دفعتهم إلى الاحتماء بالنساء والأطفال في أحياء ومباني الموصل، فضلا عن انتشار القناصة في عدة أماكن، واستخدام الغازات الكيماوية في بعض الأحيان. وتعالت الأصوات في الفترة السابقة حول ضرورة تحديد الجهة الأمنية التي يمكن أن تدير المدن المحررة بعد تحريرها من داعش، مشيرة إلى أن الميليشيات الموالية لإيران تضع صوب عينيها المدن المحررة لتهجير أهلها، وتغيير التركيبة السكانية وفق أسس طائفية وحزبية.