يواصل تنظيم داعش مقاومته في الأحياء المتبقية تحت سيطرته في مدينة الموصل العراقية، رغم الهجمات المكثفة التي تشنها القوات الحكومية، بدعم من طيران التحالف الدولي، حيث تمكن التنظيم، أمس، من السيطرة على أجزاء من الطريق الدولي السريع في منطقة الكيلو 80، شرقي مدينة الرطبة في محافظة الأنبار، وذلك بعد يوم من هجومين آخرين في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد. ويعتمد التنظيم المتشدد في هجماته على عدد من التكتيكات العسكرية والقتالية، التي تسمح له بالتحصن فترة أطول داخل أحياء الموصل، وعرقلة تقدم القوات الحكومية، منها استخدام العربات المفخخة بمواد شديدة الانفجار، والاعتماد على القناصة المتمركزين داخل المباني المتعددة، إلى جانب الغازات الكيماوية السامة التي بحوزته. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر عسكرية مطلعة، أن التنظيم استخدم السلاح الكيماوي للمرة السابعة في هجماته ضد القوات العراقية خلال شهرين فقط، داخل عدد من الأحياء في الموصل، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، وإصابة آخرين بالاختناقات والتشوهات. استخدامات سابقة بحسب المصادر، فقد هاجم داعش المدنيين في حي الثورة الذي توغلت فيه القوات الحكومية مؤخرا بست قذائف محلية الصنع، محملة بغاز الخردل السام، نتج عنها مقتل 80 مدنيا، معظمهم من النساء والأطفال، في وقت كثف التنظيم من استخدام المدنيين دروعا بشرية خلال معاركه لوقف هجمات القوات التي تقاتله. ودأب التنظيم المتشدد على استخدام الغازات الكيماوية في معاركه بعد تضييق الخناق عليه، حيث شملت هجماته المدينة القديمة في الموصل، ومنطقة مشريفة أقصى الساحل الأيمن للموصل، ومنطقتي الرشيدية ومخمور وغيرها. تطورات ميدانية شنت القوات العراقية عملية عسكرية مكثفة مؤخرا، لاستعادة مناطق غربي الأنبار من سيطرة التنظيم، بدعم من التحالف الدولي، فيما نصب المتشددون كمينا محكما لقافلة عسكرية شرقي منطقة الرطبة، أول من أمس، أدى إلى مقتل تسعة عناصر من قوات حرس الحدود، وأسر 16 جنديا عراقيا، وإصابة 15 آخرين، بحسب مصادر عسكرية. وجاء الهجوم عقب إعلان قيادة عمليات الجزيرة في الأنبار، أول من أمس، مقتل 21 عنصرا من التنظيم في قصف جوي استهدف بلدة راوة، التي يسيطر عليها منذ 2014.