تسارعت وتيرة تقدم القوات العراقية في عمق معاقل «داعش»، بعد إحكام سيطرتها على مزيد من الأحياء الشمالية في الشطر الغربي من الموصل. وما زالت الشرطة الاتحادية تواجه صعوبة في التقدم داخل المدينة القديمة من الجهة الجنوبية. وتقدر مساحة ما بقي من المناطق خارج سيطرة القوات الحكومية بنحو 10 كيلومترات، وفيها 12 حياً تشكل آخر معاقل التنظيم أهمها: 17 تموز، الإصلاح الزراعي، حاوي الكنسية والزنجيلي، وفي حال السيطرة عليها تكون المعركة قد بلغت مرحلتها النهائية، بتطويق المدينة القديمة والسيطرة على جامع النوري الكبير ومحيطه الذي يستميت التنظيم في الدفاع عنه لرمزيته الكبيرة، فمن على منبره أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي تأسيس «دولة الخلافة» في حزيران (يونيو) عام 2014. وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أمس أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب حررت حي المعامل في قلب الساحل الأيمن للموصل، وتقدمت باتجاه حي الإصلاح الزراعي وسيطرت على جامع الزبير ابن العوام الواقع في مدخل الحي، ودخلت شارع 60 وقتلت المدعو أبو أيوب الشامي، وهو المسؤول العسكري في الحي مع ثلاثة من معاونيه». وجاء هذا التقدم بعد ساعات على استعادة منطقة الصناعة الشمالية ووادي عكاب. وشهد حاوي الكنسية المجاور من الجهة الشمالية أمس معارك ضارية مع مسلحي «داعش» المحاصرين، مع استمرار عمليات تطهير وتمشيط في المنطقة الصناعية لتأمينها والبدء بعملية مسك الأرض، وسط نزوح المدنيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف. في المقابل، بثت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» أن «القناصة قتلوا خمسة من عناصر الشرطة الاتحادية في حي الهرمات، ومثلهم من الجيش في هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في منطقة مشيرفة». وقال الخبير الأمني هشام الهاشمي إن «المساحة التي يحتلها داعش لا تتجاوز 14 كلم مربعاً، وبدأت القوات التوغل في إحدى البؤر الصعبة وهي الإصلاح الزراعي بعد أن تراجعت فاعليات العمليات الانتحارية والقناصين، مع هروب العديد من مقاتلي التنظيم إلى أحياء النجار والرفاعي وتمركزوا في مناطق صد هشة وخطفوا مئات النساء والأطفال للاحتماء بهم»، مؤكداً أن «هذه الإجراءات لن تنفع التنظيم في عرقلة تقدم القوات». وقال الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية إن «قواتنا مستمرة في تضييق الخناق على المنطقة المحيطة بجامع النوري من جهة باب الطوب المحاذية لنهر دجلة وباب جديد وحي الفاروق غرباً وعلى مسافة 400 متر». وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أمس ان «الطائرات العراقية استهدفت مفرزة هاون عيار 120 ملم وقتلت أفرادها الأربعة الذين كانوا يحاولون قصف المناطق المحررة في حي الرفاعي، ودمرت مخزناً للأسلحة تحت الأرض وقتلت 6 إرهابيين في حي 17 تموز، وأعطبت عجلة مفخخة ومصفحة وقتلت 3 إرهابيين، وشتتت قوة تابعة لعصابات داعش كانت مجهزة ومعدة لتعزيزهم في قضاء الحضر مع حرق 5 عجلات في بلدة بليج، كما تم نسف معمل لتفخيخ العجلات وقتل 3 إرهابيين اثنان منهم أجانب». وأفادت قيادة عمليات «قادمون يانينوى» بأن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة اقتربت من قرية عذبة باتجاه الجهة الغربية وانتهى عملها بتحرير حي 30 تموز وإدامة التماس مع 17 تموز، وقد استغرقت العملية 80 يوماً. وحررت في تلك المنطقة نحو 55 قرية وبدأت التقدم وتمكنت من تحرير خمسة أحياء هي مشيرفه الأولى، والثانية والثالثة، والكنيسة ودير ميخائيل، و30 تموز وأكملت واجبها «مشيرة إلى أن «المساحة المحررة تقدر بنحو 406 كيلومترات، وتم إخلاء 111 ألف مدني، وقتل 1321 إرهابياً بينهم قادة، وتفجير 139 عجلة مفخخة».