واجهت القوات العراقية التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مقاومة عنيفة من قناصة وقذائف «هاون» اليوم (الإثنين) أثناء محاولتها التقدم في الحي القديم في الموصل وعلى أحد جسور نهر دجلة في إطار حملتها لاستعادة القطاع الغربي من المدينة. وقال مسؤولون عسكريون إن تقدم «وحدات الرد السريع» تباطأ بسبب الأمطار الغزيرة التي انهمرت صباح اليوم لكنها كانت على مسافة 100 متر فقط من الجسر الحديد الذي يربط الحي القديم بالجانب الشرقي من الموصل. ومنذ بدء الهجوم في تشرين الأول (أكتوبر) تمكنت القوات العراقية بدعم من تحالف تقوده الولاياتالمتحدة من استعادة شرق الموصل وحوالى 30 في المئة من غرب المدينة من قبضة المتشددين وهم أقل عدداً لكن يقاومون بشراسة دفاعاً عن آخر معقل رئيس لهم في العراق. وقالت «الشرطة الاتحادية» و«وحدات الرد السريع» التابعة لوزارة الداخلية في مطلع الأسبوع، إنها دخلت منطقة باب الطوب بالحي القديم حيث يتوقع أن يكون القتال أكثر صعوبة بسبب الأزقة الضيقة التي لا تسمح بدخول العربات المدرعة. لكن التقدم تباطأ اليوم. وقال ضابط من «وحدة الرد السريع» إنه «بسبب الطقس السيئ الماطر توقفت العمليات حتى الآن. نواجه مقاومة عنيفة من مقاتلي داعش بنيران القناصة وقذائف هاون». وقال مراسل إن قذائف «هاون» ونيران القناصة أصابت منطقة قرب متحف الموصل الذي انتزعت القوات العراقية السيطرة عليه من المتشددين قبل أيام. وكانت رائحة الغاز المسيل للدموع عالقة في الهواء. وقال ناطق باسم قائد الشرطة الاتحادية إن قوات الشرطة الاتحادية التي تحارب في المنطقة القريبة من الجسر الحديد كذلك قاتلت جيوباً للمتشددين في حي باب الطوب وفتشت المنازل. وأفاد بيان عسكري اليوم أن «جهاز مكافحة الإرهاب» وهو قوة خاصة عراقية تمكن من استعادة حي النفط في غرب الموصل. وهناك حوالى 600 ألف مدني محاصرون مع المتشددين داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية فعلياً عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. وتضم القوات العراقية قوات من الجيش وقوات خاصة ووحدات «البيشمركة» الكردية وميليشيات مدعومة من وميليشيات مدعومة من إيران. وقالت «المنظمة الدولية للهجرة» إن حوالى 200 ألف من سكان الموصل نزحوا منذ بدء الهجوم في تشرين الأول منهم 65 ألفاً فروا من منازلهم في الأسبوعين الأولين فقط. ومن خلال السيطرة على الجسر الحديد ستكون القوات العراقية سيطرت على ثلاثة من خمسة جسور على نهر دجلة تصل بين شرق الموصل وغربها. وتعرضت هذه الجسور لأضرار إما بسبب مقاتلي التنظيم أو غارات جوية تقودها الولاياتالمتحدة. وسيطرت القوات العراقية بالفعل على الجسرين الجنوبيين. وخسارة الموصل ستمثل صفعة قوية للتنظيم المتشدد فهي أكبر مدينة سيطر عليها المتشددون منذ أن أعلن زعيمهم أبو بكر البغدادي نفسه زعيماً ل «دولة الخلافة» على أراض في العراق وسورية من مسجد في الموصل في صيف العام 2014.