كشف تقرير لشبكة «NPR» الأميركية عن أسرار تبني تنظيم داعش المتشدد للعمليات الإرهابية التي تحدث حول دول العالم، مشيرا إلى أن البيانات المقتضبة التي يصدرها التنظيم في أعقاب العمليات الإرهابية أصبحت تثير العديد من الشكوك حولها. وأوضح التقرير الذي أعده كل من جريج مير وكاميل دومنسكي، أن داعش يعتمد على وكالة الأنباء الخاصة به «أعماق» للترويج حول هجماته وإصدار البيانات حولها، إضافة إلى مؤسسة «ناشر» الإعلامية التي تعد القناة الرسمية له، فيما تعتمد الوكالة الأولى على نشر أخبارها عبر الشبكات الاجتماعية وتتلقفها القنوات ووسائل الإعلام العالمية، لافتا إلى أنه في أعقاب كل تفجير تنشط حسابات الأشخاص الداعمين للتنظيم بشكل مكثف. شبكة معقدة أشار التقرير إلى أن استراتيجية التنظيم المتشدد في تبني الهجمات، تكمن في ترويج أن من قام بها هم أحد أتباعه أو المؤيدون له، وهو الأمر الذي تطلق عليه وكالات الاستخبارات «الذئاب المنفردة»، لافتا إلى أنه بغض النظر عما إذا كان الهجوم هو من تخطيط داعش أم لا، فإن التنظيم سينتهز الفرصة ويتبنى العمليات الإرهابية. وأوضح التقرير أن الخطر في هذه المسألة يكمن في أن الأشخاص الذين يرغبون في تنفيذ العمليات الانتحارية في الدول الغربية، قد لا يتلقون أوامر مباشرة من قيادة التنظيم في الرقة أو الموصل، وإنما هم مجرد أفراد ألهمتهم سياسة التنظيم عن بعد، من خلال مشاهدة الدعايات الإعلامية المتقنة للتنظيم، في وقت لا يظهر للمراقب العام أي صلة لمنفذي الهجمات على الميدان والقيادة المركزية للتنظيم في سورية أو العراق. حيثيات الهجمات تطرق التقرير إلى أن تنظيم داعش قد يريد تعويض خسائره في بؤر التوتر بتبني أي عملية إرهابية تحدث في العالم، مؤكدا أن التوقيت الذي يفصل تنفيذ العملية وتبنيها هو يوم واحد أو أكثر من ذلك، لافتا إلى أنه في حال قام التنظيم بمشاركة اسم أو تفاصيل الهجمات، فإن ذلك يشير إلى تخطيطات مسبقة لهذا العمل. وأضاف التقرير أنه في حال استغرق التنظيم وقتا أطول لتبني العمليات أو الكشف عن تفاصيلها وقتا أكثر، ثم قام بمشاركة ذلك عبر وكالاته الرسمية، فإن ذلك يشير إلى عدم علمه بالهجوم في وقت سابق. خسارة التنظيم وخلص التقرير إلى التأكيد أن المحققين لا يثقون بمسألة تبني التنظيم المتشدد للعمليات من عدمه، بقدر ما يركنون على تصريحات منفذ الهجوم ومن يقف وراءه، وهل توجد اتصالات مباشرة بينه وبين القيادة الأم. وكان داعش قد شدد من هجماته الإرهابية منذ دخول شهر رمضان، حيث تبنى الهجوم على الأقباط في محافظة المنيا المصرية، إضافة إلى 3 تفجيرات وسط منطقة الكرادة في العاصمة العراقيةبغداد، وتفجير الحي الديبلوماسي في العاصمة الأفغانية كابل، وذلك في وقت خسر التنظيم جل الأراضي التي استحوذ عليها منذ عام 2014 في العراق وسورية، ولم يتبق له سوى نحو 5% من مناطق النفوذ.