إبراهيم بن محمد بن فايع لم يكن والداً فحسب، بل كان مربياً وأخاً وصديقاً وموجهاً.. قبيل رحيله بليلة -رحمه الله- ليلة الأحد 26 رجب 1438، اتصل بي ذاكراً الأوامر الملكية التي من ضمنها أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- بإعادة البدلات والمكافآت لموظفي الدولة، وكذلك صرف راتب شهرين لمن هم في الصفوف الأمامية على الحد الجنوبي، كان يدعو بشكل مؤثر لولاة أمرنا رعاهم الله، ويثني عليهم وعلى منهجهم الذي يسيرون عليه، وكيف أنهم يتلمّسون حاجات المواطنين ويقفون عليها وعلى كل ما يعينهم ويسعدهم، أتذكر تذكيري أنا على الصلاة في أوقاتها مع الجماعة وأن الصلاة هي عماد الدين، أتذكر حثه على تنبيهي على اصطحاب حفيده إبراهيم إلى المسجد لأن التعود كما قال على الذهاب إليه في الصغر يساعد على التعود على هذا النهج في الكبر، أتذكر تذكيره لنا بأن أهم شيء في هذه الحياة هي الصلاة لأنها أول ما يسأل العبد عنه في قبره، وغير ذلك من النصائح الأخرى التي آل على نفسه أن يذكرنا بها دائماً وبدون كلل أو ملل، حتى لا نحيد عنها في زمن الفتن والانشغالات الدنيوية. ولعل عزاءنا فيه هو كل أولئك الرجال والنساء والأطفال الذين قدموا إلى منزل ابنه محمد بخميس مشيط للتعزية، أو قاموا بالاتصال أو إرسال الرسائل من شتى أنحاء المملكة ومن خارجها من بعض الدول العربية والأوروبية وأميركا، فلهم كل الشكر والدعاء، ونحن نعزيهم فيه، فهم والله أصحاب العزاء. أبتاه هل أرثيك.. أم أبكيك.. أم أذكر صفاتك ومواقفك.. لكننا بكل تأكيد وبعون الله عز وجل سنسير على طريق سيرتك المضيئة التي جعلت لك مكانا في قلب كل من عرفك وعاشرك أو سمع بك: أبتي لساني في رثائِك خانَنِي ما طاوعَ القلبَ الجريحَ لساني لو طاوعَ النفسَ اليراعُ لمَلَّني بحرُ المِداد وتاه في شُطآني ماذا أقولُ وهل كلامي مُنصِفٌ في حقِّ قُطبٍ راسخٍ رَبَّاني لو قلتُ دهرًا ثم دهرًا لم أكُن أنصفتُ مِنه لقاءَ ما رَبَّاني