أقف حائرة أمام الكلمات بما وبماذا ابدأ وبماذا اسطر لك وهل تستطيع كلماتي أو رثائي أن يوفيك حقك وحق عطائك لنا (أنا وأخواتي) أو هي قادرة على أن توصل لك مقدار وحجم محبتنا لك أن حزننا الشديد على فراقك الذي لا زلنا حتى يومنا هذا نشعر وكأننا في حلم أو واقع لكنه واقع صعب يا والدي كل واحد فينا يظن أنه حلم وسوف يصحو منه ولكن الأمر من هذا كله إنها حقيقة واقعية وليست حلماً ولكن قوة الفجيعة جعلتنا نتأمل أن يكون حلما ولكن في النهاية لا راد لقضاء الله وقدره. أبويا منصور يا أحلى وأثمن وأغلى كلمة ينطق بها لساني وينبض بها قلبي ويشعر بها كل جزء فيّ هذه أول مرة بحياتي أمسك القلم واكتب ولكن أكتب في من؟ أرثيك يا والدي الغالي مع أنه من الصعب جداً أن أرثيك لاني مهما كتبت فلم ولن ولا يمكن أن أوفيك حقك وأدري أنني ضعيفة القدرة على ذلك لكن عمق الفجيعة جعلتني أنا والكلمات والمشاعر نتصارع على الكتابة عنك أي تعبير يا والدي يوفيك حقك! وأي كلمة قادرة أن توصلنا لمداك! أو ترثيك! لكن يا أبويا مهما اختلقت الكلمات والتعابير في النهاية تساوت المشاعر لدى الجميع. كلهم تساووا في محبتك ومكانتك الغالية لدى الجميع فكان هذا عزاؤنا الوحيد زرعت يا والدي فحصدت ثمارا جميلة جدا فيارب كل دعوة سمعناها وكل دعوة لم نسمعها كانت لوالدنا ان تقبلها يا ربي. وهذا يا والدي بقدر ما احببت واعطيت للناس احبوك واعطوك الدعوة الصادقة التي هي اثمن من كل كنوز الدنيا.. أبويا منصور الغالي في جعبتي أشياء وكلمات ومشاعر كثيرة تقال عنك لكن الحزن أقوى من هذا كله ومهما كتبت فكتابتي ليس لها نهاية لكن بإذن الله يا والدي الغالي سوف يظل (أمل، محمود، أيمن، غادة، خلود) حاملين أحلى وسام لك حبك وإسمك ونسأل الله عز وجل ان يعيننا على فراقك لأننا اشتقنا لك وأنت لم يمر على فراقك شهر فكيف بالآتي؟ لكن الله عز وجل كفيل بعباده.. ووالدتي الغالية ليس لها إلا الصبر وبإذن الله سوف نوف لو جزء بسيط من عطائك ومحبتك لها.. وأحفادك كنت بمثابة الأب والجد الحنون المعطاء طوال وقتك يشغلك التفكير بهم وماذا تحقق لكل واحد فيهم من صغيرهم لكبيرهم. لكن يا أبويا منصور إن غبت عننا جسداً ستبقى لنا ذكرى دائمة ودعاؤنا لك بالرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته مع الصالحين والشهداء وأن يلهمنا ويلهم جميع من احبوك الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا اليه راجعون ابنتك المحبة: غادة بنت منصور عبدالغفار