اتفق عدد من النقاد على أن حصول عدد من الأدباء السعوديين خلال السنوات الأخيرة على جوائز دولية أسهم في زيادة التنافس والحضور الشعبي والشهرة للمبدع بشكل أكبر، مشيرين إلى أن هناك أعمالا أخرى عديدة تستحق الفوز وقد تأخذ طريقها في المستقبل القريب. تقدير كبير تأثير الجوائز الأدبية على المبدعين والإبداع تأثير بالغ. ذلك أنها محفز على العطاء وتقدير المنجز، سواء على المستوى الفردي أو الجمعي. حصول المبدع على جائزة هو تتويج للسياق الأدبي الذي ينتمي إليه الأديب. الحصول على جائزة يعود لعطاء المبدع وموهبته دون شك، لكن في المجمل لا يمكن له أن ينمو خارج سياقه والمؤثرات العامة التي شكلت تجربته. وفي سياق الرواية السعودية حصلت الرواية على تقدير كبير، حيث حصل ثلاثة روائيين على البوكر آخرهم محمد حسن علوان، ومن قبل عبده خال ورجاء عالم. وغير هؤلاء وصل القائمة القصيرة. هؤلاء الأدباء أسهموا في فتح آفاق جديدة للرواية السعودية ولفتوا الانتباه لها بقوة تجعل المتابع يقف متسائلا أمام عمرها القصير وإنجازها الكبير. الروائيون السعوديون كانوا بحاجة للتنافس لإظهار قدراتهم الإبداعية. فخرجت الرواية السعودية من ظل التجاهل إلى حيز الضوء الكبير. شكرا لإسهامات الروائيين المتواصلة، وأخص بالإشارة لمحمد حسن علوان الذي واصل إبداعه واستمراره في المنافسة . د.حسن النعمي - ناقد وأكاديمي تحول حقيقي حين تجسد الكتابة الهم الإنساني وتغرق في الكينونة وتتماهى في العلاقات عاكسة الواقع وناقشة للتاريخ.. تتحول مسارات الإبداع من الصمت والمسكوت عنه إلى المواجهة.. الرصد..التفتيق، وهذا ما حققه الروائي/ الروائية، إذ تحولت الرواية من كونها شتاتا لسيرة قلقة تحدث طفرة ذاتية إلى مسار كتابي مؤصل نحو الرواية الجديدة وتعددية الصوت والرؤى، إذ المأزق الحقيقي يتمثل في عدم الرصد لا الرصد في الصمت لا الكتابة، وهذا ما أدركه الوعي الحداثي، أدرك الكتاب الشباب أبعاد الكتابة والحياة، أبعاد الحرية وكسر القيد، فخرجت حروفهم ناطقة بالوجود ومتلفظة بما تخفيه الحواجز والأسوار، فكان ذلك الوعي بمثابة انطلاقة حقيقة تسابق الخطى للنجاح والتأصيل الحقيقي لأدب وفكر سعودي يعلو وينافس ويسابق الكتابة العربية التي كانت سابقة ومؤثرة في رؤيته الكتابية....!! أن تحصد الجوائز تلو الأخرى وتأتي البوكر كجائزة عالمية مثار جدل وإعجاب وتعجب.. هي تحول حقيقي في مسار الإبداع، إذ تجعل الكتاب أمام مسؤولية ومواجهة جادة مع القارئ، وتثير تنافسا نحو تجويد الكتابة، لتتبدل من كونها هواية يدفع بها كاتبها ليخرج المكبوت والخانق إلى فعل كتابي ممنهج له أصوله وقيوده وضوابطه. د. أسماء الأحمدي- ناقدة وأكاديمية قيم ثقافية وجمالية تعد الجوائز الأدبية حافزا مهما وفاعلا في أي مشهد ثقافي إبداعي، وقد غدت الرواية السعودية تحظى بقيم جمالية ورؤيوية تؤهلها لنيل جوائز عديدة عن استحقاق وجدارة في مستوى جوائز الرواية العربية تحديدا، وكذلك في مستوى الجوائز المحلية. وقد حظيت الرواية السعودية بجوائز مهمة في سياق جائزة البوكر، فأن يفوز بهذه الجائزة ثلاثة روائيين سعوديين (رجاء عالم، وعبده خال، ومحمد حسن علوان) يعد في تقديري فوزا يمتلك قيما ثقافية وجمالية مهمة جدا. والحقيقة أن هناك روايات كثيرة سعودية، تستحق جوائز عربية وعالمية، ولعل المنافسة الشديدة في مجال الرواية عربيا وعالميا، هو ما يؤخر فوز الرواية السعودية في بعض الجوائز . يمكن أن نؤكد مسألة مهمة، وهي أن كثيرا من الروائيين في السعودية صاروا يضعون في حسبانهم الفوز بجائزة ما،ومن ثم لم تعد هذه الجوائز متهمة، لأنها أثبتت في مواقف عديدة أنها أقرب ما تكون إلى الحيادية. وفي هذا السياق غدت الرواية أولاً ذات أهمية عليا في التلقي، وفي الوقت نفسه غدا الروائي يحسب الحساب لهذا التلقي، وأيضا للجهات المعنية بالجوائز، المؤثر في إنشائية الكتابة الروائية، خاصة إذا كانت هذه الجوائز من جهات ثقافية لها دورها الإعلامي والثقافي الفاعل عربيا ودوليا. د. حسين المناصرة - ناقد وأكاديمي