كم هي لذيذة وشهية «لست أتحدث عن مظبي أو مندي أو شاورما»، بل أتحدث عن تلك الحبيبات الفاتنة الندية التي نزلت من السماء منذ أيام، واستمرت عدة أيام حتى أن الشمس اختفت عن الأعين أياما، وكأننا في إحدى دول شرق آسيا -لم أقل أوروبا لأن كل واحد يكتب حسب إمكاناته دون هياط- التي تهطل عليها الأمطار طوال العام. وأحسست بجمال هذه الأجواء وأنا أشاهد زوجتي وأبنائي وهم فرحون بقطرات المطر، وكل منهم يتشبث بإحدى نوافذ المنزل كي يستمتع بمنظر المياه وهي تنزل على الأرض برائحتها الزكية. وأخذت أفكر في الفرق بين ما نزل في الأيام الأخيرة وما قبله، إذ كانت الأمطار خفيفة جدا ونزلت كنقط على الأرض، واسْوَدّ معها الأسفلت فقط، إذ أصبحت الأرض مثل حلبة التزلج على الجليد، ولكنه أسود. بل إن الجليد يمكن أن يتحكم الشخص الذي يتزلج عليه في نفسه، أما الأسفلت فإن قطرات الماء القليلة تجعل الأرض كأنك في ملعب صابوني، لا تستطيع أن تتحرك أو تتحكم في نفسك، وما عليك إلا فتح فمك والانتظار حتى تصطدم سيارتك بأي شيء أمامها دون أن تستطيع التحكم أو السيطرة على سيارتك، مع أنك لم تسرع. وإذا أردت أن تتأمل هذه الحوادث، فما عليك إلا الاتجاه إلى الجسر الموجود فوق وزارة الخدمة المدنية، امتداد شارع الوشم في الرياض، فهو كثير المنحنيات فبعد نزول أول القطرات تشاهد الحوادث بين كثير من السيارات. وأختم هذه المقالة برسالة مطرية وصلتني عبر الجوال، وأبعثها بدوري إلى كل حبيب ابتسامته كاللؤلؤ: لو السماء تمطر قلوبا نظيفة عز الله أنك أول قطرة من مطرها اللهم أغث قلوبنا بالإيمان والتقوى، وبلادنا بالخير النافع والمطر العميم.