صورة لون الأجواء بها حمراء أو صفراء وقد تكون مائلة إلى برتقالية وكأن الجو به غبار، وبسبب تلك العوالق الرملية تزداد حالات الربو ولكن للأسف لا توجد لهم أماكن شاغرة لاستقبالهم في المستشفيات. في داخل تلك الأجواء التي تحمل كثيراً من الأمراض نلاحظ ونسمع صوت الناس وهم يدعون ويبتهلون إلى الله سبحانه وتعالى أن ينزل عليهم "الغيث" كي تهدأ تلك الغبرة ولكن خوفهم من أن يكون منسوب مياه الأمطار أكثر مما "لا تتوقعه الجهة المختصة" فتتسبب في حدوث سيول وفيضانات أصبح دعاؤهم (يارب اجعل ختام ذلك الغبار "قطرات" مطر ترد للناس الأنفاس) أصبحنا نخاف من الغرق "على اليابسة". إذا دققت في الصورة جيداً ستشاهد شيئاً غريبا..مباني كثيرة منها السكني ومنها التجاري ومنها الاثنان معاً لا ينطبق عليها ولا معيار تخطيطي واحد من معايير (الطابع البصري) أو (خط السماء) بحيث أن ما نشاهده من مناظر تشبه "السيرك" أو "رسم بياني لنبضات قلب مضطربة" وذلك لعدم تناسق وتناغم أشكالها وارتفاعاتها فعمارة ارتفاعها سبعة أدوار تجاورها بل وتلاصقها (فيلا سكنية) دورين وحوش بمسبح خاص (الله يستر علينا ولا يفضحنا). نلاحظ من خلال تلك الصورة أن الإسفلت في الشوارع يكاد لا نستطيع رؤيته من كثرة وارتفاع أعداد السيارات فنشاهد في ذلك المكان سيارات خاصة وأجرة وشاحنات ونقليات وباصات في الشارع الواحد..والميدان الواحد..والمكان الواحد..والوقت الواحد..ولا يوجد به شخص واحد ممن يقودون أي مركبة من تلك المركبات ملتزم ولو (بنظام واحد) من أنظمة المرور، لا يوجد أحد في مساره إنما يأتيك أحدهم بسيارته من أقصى اليسار يريد أن "يخرج" من الطريق العام إلى الخدمة عبر الفتحة المخصصة "للدخول" المتواجدة في أقصى اليمين وكأنه لاعب كورة (في الملعب) يحاور اللاعبين ليصل إلى المرمى .. ومنها جميع أنواع البواري والعصبية والتكشير وكل شخص يظن أنه "لوحده" في ذلك الاختناق (ساحة معركة..الأفضلية فيها والبقاء للأقوى). في ذلك الجو العام المليء بالأوبئة جراء الأجواء الطبيعية و "القيصرية" كعوادم السيارات، ومما حصل من أحداث مربكة على تلك الشوارع الأشبه ب "سَلطة سيارات" (ونحن بانتظار دخول القطار في منتصف تلك السَلطة ليضيف عليها نكهة أكبر من التوتر والإرباك) نرى مجموعة يقفون خارج سياراتهم ليتشاجروا "ويتماسكوا باليد" ومن البديهيات أنك ستستمع إلى جميع أنواع الشتائم ولن تكون مقتصرة على الطرفين الخصمين فحسب بل ستطول تلك الألفاظ كل من يفكر أن ينظر إليهم، وبالطبع لا يخفى على الجميع أنه يوجد بعض ممن "ينتمون إلى البشرية" يتركون سياراتهم في الطريق الآخر "وبشكل عشوائي" ليكونوا من تعداد المتفرجين والمصورين للموقف بل ويزيدون من عدد الوفيات في حالات الحوادث والحريق(موهوبين في اللقافة ونشر الغسيل). يوجد مشهد ظريف جداً في داخل تلك الصورة..شخص واحد فقط (من بين كل ألف شخص) يقود سيارته بكل برود وروقان وتشاهده يردد ويصفق مع ما يسمعه من أغنية وهو في قمة الطرب والانبساط والابتسامة واضحة على محياه، يمر بجواره شاب "حديث الالتزام" ويناشده بصوتٍ عالٍ فظٍ جهور (يا أخي الأغاني حرام) فيرد عليه وبكل برود "انصح اللي يتضاربوا...ولاَّ خايف؟" الأهم في الصورة أن كل تلك المشاهد تتكرر وبشكل يومي حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا "روتين" تعودنا عليه وعلى الهمجية وعدم الانضباط وأصبح القولون العصبي والضغط والسكر "زي السلام عليكم"، صورة ينطبق عليها في كثير من الأحيان بما يقال عنه ب(شر البلية ما يضحك)، صورة مملة مستفزة عالقة على جدران أذهاننا تتغير بها فقط الأجواء الطبيعية أما غير ذلك فهو ملازم لنا كالظل ليلاً ونهاراً. البريد الإلكتروني [email protected] التويتر : @engwaelab