أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس، أن أخطر ما تعانيه المجتمعات محاولة إسقاط الرموز والنيل من القدوات وهز الثقة بالأُسوات، محذرا من الأثر الخطير لمواقع التواصل الاجتماعي في ذلك، خاصة على الناشئة والشباب والأجيال في بث الشائعات ضد رموز الأمة وقدواتها، وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس: من أراد القدوة فليقتدي بسيد الأولين والصحابة الميامين وسلف الأمة من العلماء الربانيين والأئمة الصالحين، والقدوة لا ولن تتحقق إلا باتباع السلف الصالح لأنهم تأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وسطية واعتدال شدد السديس على أن ديننا دين الوسطية والاعتدال، لا إفراط فيه ولا تفريط، داعيا إلى تعاون أفراد المجتمع وأبنائه ومؤسساته وهيئاته؛ البيت والأسرة والمسجد والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومواقع التواصل، كل مسؤول في مجاله، لتحقيق القدوة والتغلب على معوقاتها، بل ومحاربة كل ما من شأنه أن يقف حائلا بين تعزيز وتوطيد أركانها وتحقيق شروطها، كالجهل والعنف والغلو والتطرف والتعصب والتحزب ومفارقة الجماعة والإرهاب والطائفية والانحلال والانهزامية وهز القيم والثوابت والنيل من محكمات الشريعة ومسلماتها في الأفكار والرؤى والأطروحات، وغيرها من الأفكار المنحرفة المخالفة لمنهج الوسطية والاعتدال التي لا تأتي إلا بالانحلال على الأفراد والمجتمعات. قدوة بالتوحيد بين السديس أن أهم أنواع القدوة وأجلها وأعظمها القدوة المطلقة وتعني الاقتداء بالشخص في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته ولا تصح لأحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد تمت به القدوة وتألقت في أبهى وأسمى صورها في شخصه صلى الله عليه وسلم، فجعل التأسي به من علامات الإخلاص لله سبحانه وتعالى والإيمان باليوم الآخر، فكان عليه الصلاة والسلام قدوة بالتوحيد والعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك وقدوة في حفظ كرامة الإنسان، بل والرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة وإصلاح المجتمع بأسره. اتباع دون ابتداع في المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور عبدالله بن سليمان البعيجان، أن الإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى، فإنه مكلف وسيحاسب. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي: لقد فضل الله عز وجل بعض الأوقات وبعض الأيام وبعض الشهور على بعض، وهذا الفضل يقتضي لها حرمة وتقديرا، وقد يقتضي لها تخصيصا ببعض العبادات، لكن ذلك كله مقيد بالشرع وبالاتباع دون الابتداع، وقد استقر في الشرع فضل وعظمة الأشهر الحرم على غيرها من الشهور. وأضاف: نحن في ظل شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي نتعبد الله بحرمتها ونعرف لها فضلها وشرفها، فعظموا ما عظم الله، مؤكدا أن أصل الدين وقاعدته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ومقتضى هاتين الشهادتين الإخلاص والمتابعة، فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا له، موافقا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأحد أن يخصص عبادة بزمان أو مكان لم يخصصها الله ورسوله بها، لأننا متعبدون بشريعة الله لا بأهوائنا وعواطفنا، فالواجب علينا أن نقول سمعنا وأطعنا ونفعل ما أمرنا الله به.