«قدم الأزهر الشريف خدمات جليلة للإسلام والمسلمين منذ أكثر من 1000 عام، حيث بُني الجامع عام 359ه/971م، بأمر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وإشراف القائد جوهر الصقلي، وأصبح بعد فترة وجيزة موئلا لطلاب العلم من أرجاء العالم الإسلامي. وعبر القرون، قام الأزهر بدور رائد في التعليم الإسلامي والدعوة إلى الدين الحنيف والمحافظة على التراث واللغة، ومقاومة محاولات التغريب». العبارة السابقة، كانت مقدمة دونت بها «جائزة الملك فيصل العالمية» أسباب منح جائزتها للأزهر الشريف في فرع خدمة الإسلام لعام 2000. تحصين عقول الشباب يشير وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان إلى أن «الأزهر الشريف يأخذ على عاتقه مهمة تحصين عقول الشباب وإنقاذهم من الوقوع فريسة لفكر هذه الجماعات المنحرفة، وهو ما يؤكد عليه الشيخ أحمد الطيب في كل بلد يزورها، كما حدث في زيارته لفرنسا والتي أكد فيها استعداد الأزهر الشريف لإنشاء مركز للثقافة الإسلامية يديره الأزهر في باريس للتعريف بصحيح الدين وحماية الشباب المسلم من استقطاب الجماعات المتطرفة». يضيف شومان أن «موقف الأزهر واضح من تنظيم داعش المجرم والفرق الإرهابية التي تسير خلفه، حيث أصدر الأزهر نحو 100 وثيقة وخطاب لتفنيد مزاعم هذا التنظيم الإرهابي، وسبق له أن عقد مؤتمراً في ديسمبر 2014 للتصدي لداعش والجماعات الإرهابية، ووصفها توصيفاً دقيقاً، وأنها لا تمثل الإسلام ومفسدة في الأرض، وأن وثائق وخطابات الأزهر عن داعش تتحدث كلها عن الجماعات الإرهابية وتوضح رأي الإسلام فيها، كما أنشأ الأزهر مرصداً إلكترونياً يعمل ب10 لغات على مدار الساعة يجمع كل ما يبثه التنظيم المجرم وأفكاره وتحليلها وإعداد الردود العلمية عليها في المشيخة».
مواجهة التطرف يقول أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية في جامعة الأزهر، الدكتور محمد أبو ليلة ل«الوطن»، إن «الأزهر الشريف لعب دوراً بارزاً في مواجهة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية والتي تدعي أن فكرها هو الإسلام، وأن ما عداها يكفر، أو ينقص إيمانه، كما كشف زيف التنظيمات التي تتخذ من حمل السلاح ضد المسلمين وسيلة لفرض فكرها، كما هو الحال بالنسبة للمعتزلة، ومن يستحلون إراقة دماء من خالفهم، كما هو الحال بالنسبة للخوارج، مثلما تصدى لأي فكر من شأنه الإساءة إلى الصحابة وآل البيت، والتي بدورها تدفع بالعالم الإسلامي إلى دائرة لا تنتهي من التطرف والغلو». يضيف أبو ليلة إن «حصول الأزهر الشريف على جائزة الملك الراحل فيصل العالمية كان تكليلا يليق بمؤسسة الأزهر الشريف، خاصة أن الجائزة تحمل اسم الملك فيصل الذي يكن له المصريون والمسلمون محبة خاصة لمواقفه التي لا تنسى دعماً لقضية القدس وغيرها من قضايا الأمتين العربية والإسلامية، كما أنها تمنح للمؤسسات بناءً على ما تقدمه من خدمات للإسلام والإنسانية على كافة الأصعدة الإسلامية والإقليمية والدولية، وهي خدمات تعتمد عليها رسالة الأزهر الشريف القائمة في تدعيم السلم المجتمعي والسلام العالمي والدعوة إلى الوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب والتصدي لأي تهديدات لوحدة المسلمين في العالم كله، ويكفي دليلاً على ذلك أنه على مدى تاريخ الأزهر الذي امتد ل1046 عاماً، كان هناك رواق خاص للعديد من البلدان والمناطق، فكان هناك رواق للشوام وآخر للأتراك وثالث لدول شرق أوروبا وروسيا وغيرها من الدول». وأشار أبو ليلة إلى أن الأزهر لم يكف عن إرسال بعثاته للخارج لكشف زيف الأفكار الإرهابية، وذلك في ظل انفتاحه على كافة الثقافات والأديان في العالم، مضيفاً «كنت أحد المشاركين في مؤتمر الحوار بين الأديان في إنجلترا، ولم تتوقف لقاءاتنا عند حضور المؤتمر، وإنما حرصنا على الدخول في محاورات جادة مع مسؤولي جامعتي لندن وكامبريدج والبرلمان البريطاني ووزارة الخارجية البريطانية، وكانت رسالتنا توضيح الصورة السمحة للإسلام في مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تعمل على وسم الإسلام بالإرهاب مدعومة في ذلك بالفتاوى الشاذة التي تطلقها التنظيمات الإرهابية».
الجامع الأزهر محطات فارقة 365 ه/976 م بدء التعليم في الأزهر افتتاح عدة مدارس للدارسين من أرجاء العالم الإسلامي درس فيه عدد من مشاهير علماء المذاهب السنية الأربعة 1348 ه/1929 م منح خريجيه درجة العالمية تم إنشاء ثلاث كليات جامعية هي كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية
1383 ه/1963 م تطورت مؤسساته التعليمية بدء تدريس الطب والهندسة والزراعة، إلى جانب العلوم الدينية واللغة العربية
تأسيس فرع خاص للدراسات الجامعية للبنات 1435 ه/2014 م أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله عن مبادرة للمملكة بقيمة 124 مليون ريال لإعادة ترميم الجامع الأزهر إقامة مدينة جامعية سكنية متكاملة للطلاب والطالبات الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف على مساحة 172 فدانا في مدينة القاهرة الجديدة إنشاء عدد من المباني السكنية في المدينة الجامعية للطلاب ترميم مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة. 1437 ه/2016 م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية لتكون مدينة متكاملة لخدمة الطلاب الوافدين من 102 دولة حول العالم وجه باستكمال المرحلة الثانية لمدينة البعوث على نفقته الخاصة