السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات.. والسياحة والمطاعم تتصدر الأنشطة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تحت رعاية ولي العهد.. انطلاق أعمال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض    مدير المنتخب السعودي يستقيل من منصبه    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    مسرحية كبسة وكمونيه .. مواقف كوميدية تعكس العلاقة الطيبة بين السعودية والسودان    بحضور وزير الثقافة.. روائع الأوركسترا السعودية تتألق في طوكيو    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    الأرصاد: انخفاض ملموس في درجات الحرارة على أجزاء من شمال ووسط المملكة    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    الاتحاد يخطف صدارة «روشن»    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    «العقاري»: إيداع 1.19 مليار ريال لمستفيدي «سكني» في نوفمبر    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    نهاية الطفرة الصينية !    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شومان: العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب
وكيل الأزهر الشريف ل«آفاق الشريعة»:
نشر في اليوم يوم 13 - 03 - 2015

أوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن ما أحوجنا لاستحضار قيمة الوقت في حياتنا لنعوض ما فات من سنوات عجاف تراجعنا فيها إلى الوراء مع أنها مضت منتقصة من أعمارنا، فلنستنهض الهمم ولنتأس برسولنا الذي امتدح البكور قائلا: (اللهم بارك لأمتى في بكورها)، وحسنا فعل قادتنا في عهدنا الجديد، حيث يتوجهون إلى أعمالهم مبكرين ليكونوا قدوة ومثلا لمرؤوسيهم، لتدور عجلة الإنتاج قبل أن يأتي الصدأ على ما تبقى منها، لتلحق أمتنا بركب الحضارة المنطلق سعيا إلى استعادة قيادته.
مشيرا إلى أن هناك تنسيقا بين الأزهر ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والثقافة لتضافر الجهود في مواجهة الإرهاب، والأفكار المتطرفة التي تطفو على الساحة في الفترة الحالية خصوصاً بعد تكاتف قوى الإرهاب لإنهاك مؤسسات الدولة مبينا أن اللقاءات التي يعقدها الأزهر للشباب ليست دعوية ولا وعظية، وإنما هي حوارية، وإننا لا نفرق بين أي شخص على أساس ديانته، وكلنا متفقون على حب الوطن ورسالة الأزهر نشر مفهوم الدين الصحيح والتصدي لمحاولات الإساءة للإسلام والمسلمين، وذلك وفق منهجه المعتدل الذي يقوم على الحوار والتسامح ورفض الغلو والتشدد، والأزهر الشريف هدفه توعية جموع الشعب المصري وتبصيره بما يحاك له من مؤامرات تستهدف أمن الوطن واستقراره، وتنمية روح الانتماء وحب الوطن، والتحذير من الأفكار الهدامة التي يطلقها أعداء أنفسهم قبل أوطانهم, وفي إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي:
 في البداية سألناه... ما رسالة الأزهر الشريف في نشر مفهوم الدين الصحيح؟
 إن رسالة الأزهر نشر مفهوم الدين الصحيح والتصدي لمحاولات الإساءة للإسلام والمسلمين، وذلك وفق منهجه المعتدل الذي يقوم على الحوار والتسامح ورفض الغلو والتشدد.
والأزهر الشريف هدفه توعية جموع الشعب المصري، وتبصيره بما يحاك له من مؤامرات تستهدف أمن الوطن واستقراره وتنمية روح الانتماء وحب الوطن والتحذير من الأفكار الهدامة التي يطلقها أعداء أنفسهم قبل أوطانهم، والأزهر مؤسسة عريقة يعرف فضلها القاصي والداني في حركة التنوير ومقاومة الفكر الضال عبر العصور.
قادة الأزهر
 كيف نحول حديث المؤتمرات إلى خطط عمل على أرض الواقع لمواجهة الإرهاب؟
 لقد حان الوقت أن ننطلق من الحديث النظريِ إلى العمليِ لنحول حديث المؤتمرات إلى خطط عمل على أرض الواقع، ولقد بدأ الأزهر بنفسه وفور انتهاء مؤتمره العالمي لمواجهة الإرهاب -والذي انعقد في الثالث والرابع من ديسمبر الماضي وصحح خلاله مفاهيم الخلافة والدولة في الإسلام من خلال عدة بحوث- قام شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بجمع قادة الأزهر الشريف وطالبهم بتحويل توصيات المؤتمر إلى خطط عمل على أرض الواقع، وأذكر في هذا المقام تكليف الإمام الأكبر لوعاظ الأزهر أن يذهبوا للناس حيثما وجدوا، حتى في المقاهي ليتحدثوا معهم عن هموم الوطن وخطورة الجماعات المتطرفة.
عجلة الإنتاج
 ماذا عن أهمية الوقت في حياتنا؟
 المتأمل جيدا، يرى أن الكون بما فيه مرتبط في كل مكوناته وتفاصيله بالوقت ارتباطا وثيقا، بداية من خلق الأرض والسماوات وما بينهما ومرورا بخلق الإنسان الذي اختاره رب الكون ليستوطن الأرض، وما شرع له من الشرائع كلها وبخاصة شريعة الإسلام الخاتمة مما ينظم حياته وعلاقته بالخالق والخلق، إلى أن تنتهي رحلته الدنيوية وينتقل إلى الآخرة، وحتى نهاية الكون نفسه بما فيه وعودة البشرية مرة أخرى للحساب واستئناف الحياة الأبدية مؤقت بوقت أخفى على البشرية وسمى بالساعة التي إن أطلقت انصرفت أذهان السامعين إلى الوقت. فخلق السماوات والأرض وما بينهما كان فى ستة أيام، وخلق الإنسان في بطن أمه يمر بمراحل ذات وقت محدد لكل مرحلة منها غاية التحديد، حيث إن ثلاث مراحل منها تستغرق كل مرحلة أربعين يوما لا تزيد ولا تنقص حتى يصبح خلقا آخر، وتكليف الإنسان مرتبط بالوقت وهو وقت البلوغ، رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثلاث: عن الصَبِى حَتى يَبلُغَ وَعَنِ النَائِمِ حَتى يَستَيقظَ وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يفِيقَ، والتكاليف الشرعية نفسها مرتبطة بالوقت، فالنطق بالشهادة وقت للدخول في الإسلام ونهاية الخروج من الدنيا واستقبال الآخرة والصلاة فريضة تتكرر خمس مرات في اليوم، «ولأهمية الوقت في حياتنا أقسم الله عز وجل به غير مرة في كتابه: (وَالفَجرِ وَلَيَالٍ عَشرٍ وَالشَفعِ وَالوترِ وَاللّيلِ إِذَا يسرِ هَل فِي ذَلِك قَسَم لِذِي حِجرٍ)، (وَالعَصرِ إِنَ الإِنسَانَ لَفِى خسر ٍإِلَّا الَّذِينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوا بِالحَقِ وَتَوَاصَوا بِالصَبرِ)، (وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَي وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، (وَالصبحِ إِذَا تَنَفَّسَ).
ومع هذه الأهمية البالغة للوقت، فإن الكثيرين منا لا يلتفتون لذلك ويضيعون كثيرا من أوقات حياتهم سدى فيما لا يفيد، غافلين عن قول النَّبِي صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ: «نِعمَتَانِ مَغبون فِيهِمَا كَثِير مِنَ النَّاسِ: الصِحَةُ وَالفَراغُ». فلنتذكر جميعا أننا مجموعة من الأوقات، وأنه إذا مضى على الواحد منا بعض الوقت فقد مضى بعضه وأن كل صباح ينادينا: «يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإنى لا أعود إلى يوم القيامة». ولنعلم أن أشر يوم يمضي علينا هو يوم ينقص فيه أجلنا ولا يزاد فيه عملنا، فما أحوجنا لاستحضار قيمة الوقت في حياتنا لنعوض ما فات من سنوات عجاف تراجعنا فيها إلى الوراء مع أنها مضت منتقصة من أعمارنا فلنستنهض الهمم ولنتأسى برسولنا الذي امتدح البكور قائلا: (اللهم بارك لأمتى في بكورها) وحسنا فعل قادتنا في عهدنا الجديد، حيث يتوجهون إلى أعمالهم مبكرين ليكونوا قدوة ومثلا لمرؤوسيهم لتدور عجلة الإنتاج قبل أن يأتي الصدأ على ما تبقى منها لتلحق أمتنا بركب الحضارة المنطلق سعيا إلى استعادة قيادته.
قوى الإرهاب
 هل هناك تنسيق بين الأزهر ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والثقافة في مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تطفو على الساحة؟
 بالتأكيد هناك تنسيق بين الأزهر ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والثقافة لتضافر الجهود في مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تطفو على الساحة في الفترة الحالية، خصوصاً بعد تكاتف قوى الإرهاب لإنهاك مؤسسات الدولة، وشيخ الأزهر قد اجتمع مع العديد من السادة الوزراء ومنهم وزير الأوقاف والتعليم العالي والتربية والتعليم والثقافة والشباب والرياضة؛ لإعداد خطط موحدة واتخاذ خطاب موحد لمكافحة الجماعات المتطرفة. والأزهر يعمل على تدريس مادة «الثقافة الوطينة» بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي بجميع الجامعات لتوعية الشباب وتحذيرهم من الأفكار المتطرفة. وأنه تم توحيد المعايير في القبول والانتقال من المدارس إلى المعاهد والعكس، وأن لجنة إصلاح التعليم انتهت من مراجعة مناهج التعليم ما قبل الجامعي بالكامل. وأن اللجنة تقوم أيضا بمراجعة مناهج التربية الدينية بمدارس التربية والتعليم بناء على طلب الوزارة؛ لتكون جاهزة بشكل جديد وخالية من الأفكار المغلوطة ويتم انتقاؤها بطريقة دقيقة.
وأن الأزهر على تنسيق تام مع وزارة الثقافة ويتم من خلاله استخدام قصور الثقافة لعقد ندوات حوارية مع الشباب وتثقفيهم والتحاور معهم.
حب الوطن
 ماذا عن مبادرة «الأزهر يجمعنا» التي انطلقت بالتعاون مع وزارة الشباب؟
 بالفعل انطلقت هذه المبادرة «الأزهر يجمعنا» بالتعاون مع وزارة الشباب لتستهدف الشباب وتوعيتهم بصحيح الدين، يذكر أن هذه المبادرة تستهدف الوصول إلى 4000 مركز شبابي على مستوى الجمهورية خلال إجازة نصف العام الدراسي؛ بهدف توعية وتثقيف الطلاب في المراحل العمرية المختلفة، وذلك بالتنسيق بين الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة. وإن اللقاءات التي يعقدها الأزهر للشباب ليست دعوية ولا وعظية، وإنما هي حوارية، وأننا لا نفرق بين أي شخص على أساس ديانته، وكلنا متفقون على حب الوطن.
الوسطية والاعتدال
 بم ينصح وكيل الأزهر الشريف الشباب؟
 أنصح الشباب أن يكونوا على بصيرة، محذرا إياهم من خبث هذه الجماعات التي تريد أن تنال منهم ومِن مستقبلهم؛ لأنها بذلك تكون قد نالت من الإسلام والمسلمين، وبألا يسمحوا لأحد أن يتلاعب بعقولهم ويستغل حبهم للدين في طريق يخالف تعاليم الدين الإسلامي، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال، وأن الشباب هم عماد تقدم أي أمة من الأمم ورواد نهضتها وسواعدها التي لا تلين.
وإن الشباب الذي يحمل فكرا راقيا مفخرة للوطن، والأزهر يعمل لشباب مصر كله دون تفرقة، فحماية شباب مصر من أولويات الأزهر الشريف.
الفتاوى المضللة
 ما ردكم على المشككين في صحيح البخاري؟
 الأزهر رد في أكثر من بيان على كل المشككين في أحاديث البخاري، وأن ذلك سيؤدي إلى الشك في العقيدة. لذلك فكرنا في إطلاق قناة الأزهر التي ستكون منبرا للرد على الفتاوى المضللة.
معالم الدين
 ما الهدف من ذهاب قوافل الأزهر في كل شبر من أرض مصر؟
 قوافل الأزهر تهدف لمواجهة التحديات الراهنة للقضاء على الإرهاب الأسود الذي يهدد أمن الوطن ويستدعي يقظة ووعي المصريين، وتسعى كذلك لمهاجمة الفقر والمرض في كل شبر من أرض مصر، والمشرفون على قوافل الأزهر -التي أرسلها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إلى الصحراء الغربية وشمال سيناء- يقولون إن السكان هناك يعيشون ظروفا قاسية والأطفال يقاومون البرد بأجسادهم العارية وبطونهم الخاوية.
والأزهر لن ينسى المصريين وغيرهم ممن يحتاجون الدعم، ولن يتأخر عن دعم المحتاجين ممن أبعدتهم المسافات واختفوا عن الأنظار ولكنهم من البشر الذين سنسأل عنهم يوم القيامة، هذه القوافل تنطلق طبقا لاستراتيجية الأزهر في التواصل مع أبناء الشعب المصري؛ لأجل بيان رسالة الأزهر الشريف في تلك المرحلة التي تستوجب توعية المواطنين وتحصينهم ضد الشائعات والشبهات التي تتم إثارتها لأجل زعزعة معالم الدين في نفوس الناس والنيل من استقرار الوطن وتعطيل مسيرة التنمية في مصر.
إن الأزهر الشريف دائم التواصل مع فئات الشعب؛ لأجل حمايتهم ممن يتاجرون بالدين ويحاولون العبث بمشاعر وعواطف الناس وإثارة الشكوك والفتن.
نبي الرحمة
 هل الدين الإسلامي ورسوله الكريم يتعرضان لاعتداء إرهابي؟
 إن الدين الإسلامي ورسوله الكريم يتعرضان لاعتداء إرهابي شرس من قبل من يدعون أنهم حماة لحقوق الإنسان. والدين الإسلامي ورسوله نبي الرحمة صلى الله عيه وسلم أرسيا مبادئ الرحمة والإحسان إلى الناس بكل عقائدهم، فلم يرفع سيف في الإسلام إلا للدفاع عن الوطن، والرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا أرسل جيشا كان يأمره ألا يقتل امرأة أو طفلا أو عجوزا ولا يقطع شجرا ولا يقترب لعابد في محرابه، فهذا هو رسولنا نبي الرحمة حتى في أوقات الشدة والحرب.
العالم الإسلامي
 ما تعليقك على الأفكار الآتية (التكفير والعنف والإرهاب والإلحاد)؟
 إن التكفير والعنف والإرهاب والإلحاد كلها أفكار هددت السلم العام وهددت العالم بالدخول في دوامة الحروب؛ من أجل ذلك كان لا بد للأزهر الشريفِ بما يمثله من مرجعيةٍ دِينية للمسلمين جميعا أن يأخذ المبادرةَ لتحديدِ المفاهيمِ وتحريرِ المقولاتِ التي أساء المتطرفون توظيفَها في عملياتِهم الإرهابية،ِ وأن يرفَعَ الصوتَ الإسلامي عاليا ضد التطرفِ والغلو وضد الإرهابِ بأشكالِه وأنواعِه كافةً. ومن هذه المفاهيمِ مفهوم الخِلافة الراشدةِ في عصر صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. فقد كانت تنظيما لمصلحةِ الناسِ غايته حِراسةُ الدِين وسِياسة الدنيا وتحقيق العدلِ والمساواة بين الناسِ فالحكم في الإسلام يَتأسس على قِيَمِ العَدلِ والمساواةِ وحِمايةِ حقوق المواطنة لكل أبناءِ الوطن بلا تمييزٍ بسببِ اللونِ أو الجنسِ أو المعتقدِ، وكل نظامٍ يحقق هذه القيم الإنسانية الرئيسة هو نظام يكتسب الشرعيةَ من مصادر الإسلام. ومن المفاهيمِ المحرفة أيضًا مفهوم الجهاد ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعًا عن النفس وردا للعدوان وإعلانه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها.
مختلف المواد
 ما دور الأزهر في تطوير المناهج التعليمية؟
 الأزهر الشريف بدأ ذلك بالفعل لتواكب هذه المناهج التعليمية ركب التطور في العصر الحديث، فآثار تطوير المناهج ظهرت في كتاب أصول الدين والفقه، وبحلول العام المقبل سوف يظهر ذلك في مختلف المواد والمناهج، وسوف يتم التطوير في المناهج بعد ذلك بشكل مستمر. والأزهر كان قد تلقى نسخة من كتب التربية الإسلامية المقررة على مراحل التعليم الأساسي من الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم لمراجعتها وإبداء التعديلات اللازمة قبل طباعتهاح لتكون بين أيدي الطلاب من العام الدراسي المقبل.
أيدي الطلاب
 ما مهمة لجنة إصلاح التعليم؟
 تعمل لجنة إصلاح التعليم بشكل متواصل على مدى الساعة في قلب مشيخة الأزهر منذ أكثر من سنة على إعادة صياغة المناهج الأزهرية للتعليم قبل الجامعي، وقد ظهرت بعض ثمارها في أيدي الطلاب في المرحلة الإعدادية، فضلا عن تطبيق نظام الفصلين الدراسيين، ونقل الكنترولات إلى المحافظات، وجهود ضبط الامتحانات في المعاهد، والنشاط الملحوظ لرئيس قطاع المعاهد الجديد الذي يزور أحيانا متخفيا أكثر من محافظة في اليوم الواحد، وإقامة أمين عام مجمع البحوث الإسلامية في مكتبه بما يشبه الإقامة الدائمة للعمل على النهوض به.
فترات زمنية
 حدثنا عن إصلاح منظومة التعليم قبل الجامعي بالأزهر؟ وما أبرز عناصر الإصلاح التي ظهرت على طلاب الأزهر من الناحية التعليمية؟
 إن المناهج التربوية والتعليمية غاية في الأهمية لبناء العقول على أساسٍ سليمٍ؛ لتكون قادرةً على مواكبة العصر ومواجهة التحدِيات، وهذا يتَطلَّب تحديثَ هذه المناهج على فتراتٍ زمنية متقارِبة أو متباعِدة حسَب الظواهر المجتمعية والمستجدات التي تطرأُ على واقع الناس، ويختص التطوير في العلوم بصفةٍ عامة بالأجزاء التي تَقبَلُ التطويرَ أو التعديلَ أو إعادةَ الصياغة، أما الحقائق الثابتة فإنَ التطويرَ يقتصر على طريقة العرض وأسلوبه ووسائله دون المساس بجوهره، فليس من التطوير اللعب في أساس الدِين وثوابتِه، كما لا ينبغي أن ننتظر من التطويرِ تغييرَ نتائج عمَليَات الضرب والعمليَّات الحسابية. وبالنسبة للمناهج الأزهرية، فقد مضَى عليها فترات طويلة دون تعديل يذكَر، ولا يعد هذا من العيوب في حدِ ذاته؛ لما هو معلومٌ من أن المقررات الأزهريَة -لاتِّصالها بعلوم الدِين- تحتاج إلى الثبات والاستقرار في مجمَلها ليكون المكوِن الثقافي للمخرَجات التعليمية غير متبايِن بين الخرِّيجين، حيث تحوي هذه المقررات حقائق وثوابت لا يمكن أن يَنال التغيير من بِنيتِها الأساسية، ولكن يمكن أن تبسط ويُغيَّر من أسلوب عَرضِها دونَ المساس بأصلِها.
ومن أبرز عناصر الإصلاح، إننا لاحظنا كثرة المواد الدراسية المقررة على طلاب الأزهر مع ضعف مستويات التحصيل في الزمن الحاضر؛ لانشغال الطلاب بأمور كثيرة، مما يعني أن الاستذكار وتحصيل العلم خلاف الازمنة السابقة، فالعمل في هذه اللجنة يعتمد على محاولة تقليل عدد المواد دون التأثير على محتوياتها بدمج المواد في بعضها لكسر الحاجز النفسي عند أولياء الأمور في كثرة عدد المواد، فهم دائما يقولون إن الأزهر مواد الدراسة فيه كثيرة، وأن التربية والتعليم المواد فيها أقل من الأزهر.. فحاولنا علاج هذا الحاجز النفسي بدمج بعض المواد في بعض، مثل النحو والصرف ومثل الإملاء والإنشاء مع المحافظة على صلبها، ويحذف ما يمكن الاستغناء عنه.
كما لاحظنا ان هناك حشوا في المواد أصبح لا يناسب العصر ولا وجود له على أرض الواقع، هذا سيتم الاستغناء عنه وإدخال أو إضافة بعض الموضوعات التي تعالج في المناهج من الموضوعات المستحدثة التي لا تعالجها المقررات.. وفي نفس الوقت هناك تبسيط لكتب التراث؛ لأن الاصل عندنا هو التمسك بكتب التراث، فتبسيط للغامض منها وحذف الكلمات منها للقدرة على فهمها، هذا ما يتم التركيز عليه في التعليم ما قبل الجامعي.. وبعد أن ننتهي من هذه المرحلة؛ لأنها هي الاساس وتؤسس للمرحلة الجامعية، ينتقل العمل إلى المرحلة الجامعية نفسها، فيشملها التطوير، وتم البدء فيه، ولكننا ننتظر حتى ننتهي من العمل السابق عليه وهو التعليم ما قبل الجامعي ليتم البناء عليه في المرحلة الجامعية.
الرسالة السامية
 ما تعليقك على وجود كلية الإعلام في جامعة الأزهر؟
 إن وجود كلية الإعلام في جامعة الأزهر يمثل دلالة واضحة على أن الأزهر الشريف يحترم الإعلام ويثمن دوره ويقدر الرسالة السامية التي يجب أن يقوم بها، فالإعلام يجب أن ينقل الصورة دون تحيز لمصالح شخصية ضيقة.
الأفكار الخاطئة
 ماذا يواجه العالم العربي في الآونة الأخيرة؟
 يواجه العالم العربي حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطرابِ؛ نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهابَ أداة لتنفيذِ مآربها، فقد تعرض مواطنون آمنون إلى الاعتداءِ على كراماتهم الإنسانية وعلى حقوقِهم الوطنية وعلى مقدساتِهم الدينية، وجرت هذه الاعتداءات باسمِ الدينِ والدين منها براء، والجماعات المتطرفة تمتلك دعما لا تمتلكه معظم المؤسسات؛ لهذا فالأزهر الشريف يطالب جميع المؤسسات بدعمه في الحرب الإلكترونية التي يشنها المتطرفون وينشرون من خلالها آلاف الأفكار الخاطئة بين الشباب.
إن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت على ما تقتضيه كل الأديان والأعراف الدينية والإنسانية، وأصبح علينا أن ننبذ ما بيننا من خلافات لنستطيع مواجهتها والقضاء عليها.
وأصبح الإرهاب يجتاح دولًا كثيرة في المنطقة، وبات واضحا وظاهرا للعيان أن المستهدف ليس دولة بعينها ولكن دول العالم الإسلامي بأسرها. إن هذه الجماعات المتطرفة قد خرجت على ما تقتضيه كل الأديان والأعراف الدينية والإنسانية، وأصبح علينا أن ننبذ ما بيننا من خلافات لنستطيع مواجهتها والقضاء عليها.
فالدين الإسلامي ليس فيه حرق لعدو أو ذبح، وديننا وتراثنا من أعمال هذه الجماعات المتطرفة بريء، كما أن أعمالهم مردودة عليهم وستردعهم قواتنا المسلحة وفي الآخرة سيحاسبهم الله.
الإسلام والمسلمون
 بماذا يطالب وكيل الأزهر الشريف العالم الغربي؟
 أطالب العالم الغربي بأن يكف عن إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين، والإسلام بريء من كل من يمارس العنف باسم الإسلام.
د. شومان يتحدث ل «اليوم»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.