قالت شبكة «بروجيكت سينديكيت» إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استهدف الاتحاد الأوروبي في بداية حملاته الانتخابية بانتقادات لاذعة وتوقع انهياره، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للساسة الأوروبيين الذين عزوا تلك الانتقادات إلى تحمل واشنطن قسما كبيرا من أعباء تمويل حلف الناتو. وأوضح التقرير الذي أعدته الوزيرة السابقة للشؤون الأوروبية بفرنسا، نويل لينوار، أن العالم اعتاد على تلقي الصدمات المتتالية، مع صعود ترمب إلى الحكم، فيما شكَّل حماس الأخير لسقوط الاتحاد الأوروبي وعدم ثقته بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دلائل اضافية على الرغبة في إحراج الاتحاد، وانتظار اللحظة المناسبة لسحب الدعم منه، وربما تكون الفرصة المواتية قد حانت بخروج بريطانيا من المنظومة الأوروبية. مخاوم من اليمين وأوضحت الكاتبة، أن الرئيس ترمب لا يعتبر المعارض الوحيد للاتحاد الأوروبي، حيث يدعم كبير مستشاريه، ستيفن بانون، الأحزاب القومية المتطرفة، مثل حزب الجبهة الوطنية اليميني الفرنسي، بزعامة مارين لوبان، إضافة إلى ترشيح تد مالوك، لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة للاتحاد الأوروبي، الذي صرح سابقا بأنه كان على اليونان أن تترك منطقة اليورو منذ فترة طويلة. وأشار التقرير إلى أن التحركات الأميركية زادت من الشكوك بين أوساط قادة الاتحاد، حول مدى قوته، وباتوا يبحثون عما إذا كان البولنديون والمجريون يؤيدون سياسة تفكك الاتحاد، مثلما يسعى إلى ذلك الألمان والفرنسيون. اتهمت الكاتبة الزعماء الأوروبيين بالافتقار إلى إرادة سياسية حقيقية، دفعتهم يهرعون إلى تنظيم الاستفتاءات، مثلما هو الحال في بريطانيا وفرنسا وهولندا، في وقت تستعد فيه العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى خوض الانتخابات المقبلة، وأصبحت حظوظها في الفوز أكثر من غيرها. وأشارت إلى أن ضيق أفق القادة الأوروبيين، كان السبب الرئيسي وراء عجز الاتحاد الأوروبي عن الحفاظ على قوته أمام العالم، إضافة إلى عدم التوفيق بين رؤية الجيل الجديد من المواطنين الشباب والقادة السياسيين المخضرمين، الأمر الذي أدى إلى تقويض الحس الوطني لدول الاتحاد، وغياب الشعور بأنهم يكوّنون نسيجا مجتمعيا واحدا، بغض النظر عن اختلاف ألسنتهم وأعراقهم وألوانهم، مبينة أن صعود الأحزاب اليمينية جاء بسبب لعبها على وتر الحفاظ على الوطنية والقومية، وأنه يجب استعادتها مهما كلف الأمر. الحلول البديلة نصحت الكاتبة، قادة وزعماء الاتحاد بالتفكير في إعادة هيكلة الاتحاد في كيان سياسي جديد أكثر عصرية، بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن من بين الأسباب التي تعيق مواصلة وحدته، المشاكل السياسية وليس الاقتصادية، فيما سيكون عداء كل من ترمب وبوتين لهذا الاتحاد محفزا لقادته بالتفكير مليا لإنقاذه من التهديدات الدولية التي تنهشه. وخلص التقرير إلى أن خروج بريطانيا لن يؤدي بالضرورة إلى تفكك الاتحاد، بل يرى جل المواطنين من إيرلندا إلى اليونان، أن هذا الخروج مجرد تنبيه للاستيقاظ من الغفوة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي لتجنب الحروب التي لا طائل منها.