قالت مجلة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية إن أزمات الاتحاد الأوروبي المتزايدة والمخاطر التي تحاصرها، أصبحت تقلق الساسة والمفكرين، وإن فرص سقوط الاتحاد وتفككه أصبحت أقرب من أي وقت سابق. وأوضح التقرير أن الألمان يقرعون جرس الإنذار حيال سقوط الاتحاد الأوروبي، كون المؤسسات السياسية والتجارية والعلمية الألمانية تعتبر النواة الأولى في الاتحاد ومنطقة اليورو، وأن سياسة إدارة ترمب الجديدة تجاه الاتحاد لم يتم تحديدها حتى الآن، حيث إنه تارة يهاجم قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وتارة يتراجع ويبدي دعمه للدول الأوروبية، لافتا إلى أن الانتخابات المقبلة التي ستجري في ألمانياوهولنداوفرنسا، ستحدد مصير الاتحاد وقوته في الآن ذاته. أزمات مسبقة أوضح التقرير أن الاتحاد عانى من أزمات سابقة أثقلت كاهله، مثل الانكماش الاقتصادي الحاد، وأزمات الهجرة غير الشرعية، والديون الطائلة، والإرهاب المتفاقم، مما أثار استياء الساسة وصناع الرأي في القارة العجوز، وتوقعوا خروج دول أخرى من الاتحاد، على غرار التجربة البريطانية الأخيرة. وتطرق التقرير إلى التسريبات التي ترى بأن خروج بريطانيا يزيد لهفة الدول الأخرى لتكرار التجربة الفريدة في عمر الاتحاد، حيث تخطط اليونان للخروج أيضا، وأطلقت مصطلح "جريكزيت" على غرار "البريكست" الخاص ببريطانيا، فيما تسعى المرشحة للرئاسة الفرنسية، اليمنية المتطرفة مارين لوبان، إلى وضع خطط لخروج فرنسا، فضلا عن مساعي ألمانيا القديمة في إنشاء جيش أوروبي جديد بقيادتها، والاستغناء عن حلف الناتو، الذي طالما وقف في وجه نفوذها منذ الحرب العالمية الثانية. كما توقع خبراء سياسيون آخرون أن خروج إيطاليا من الاتحاد يعتبر وشيكا أكثر مما مضى. صعود اليمين المتطرف تزامنا مع فوز ترمب برئاسة أميركا، ترى الصحيفة أن تفكك الاتحاد الأوروبي يعتمد على صعود اليمين المتطرف في دول الاتحاد إلى المشهدين السياسي والاجتماعي، حيث تشهد هولندا انتخابات برلمانية في الفترة المقبلة، من المرجح أن تصعد فيها كتل يمينية شعبوية، تريد استعادة السلطة المركزية من بلجيكا، عاصمة الاتحاد، فيما باتت فرص فوز لوبان أكثر من منافسيها، حيث تعهدت بإجراء استفتاء شعبي حول خروج فرنسا من الاتحاد بعد 6 أشهر فقط من انتخابها رئيسة لفرنسا، إضافة إلى دعواتها لإعادة الصلاحيات الكاملة لباريس في المجالات الاقتصادية والتشريعات القانونية والسياسية، في وقت وصف فيه رئيس معهد ميونيخ، كليمنس فويست، احتمال خروج فرنسا من الاتحاد بأنه الحلقة الأولى من السيناريو المرعب في تفكك الاتحاد، وأن رؤوس الأموال ستسقط أو تهرب في أقرب الآجال، في وقت تسعى فيه روسيا إلى كسب ولاءاتها السياسية والعسكرية في دول الاتحاد، وستكون مسألة سقوطه أولى خطوات استعادة نفوذها القديم في المنطقة.