في إطار تنفيذ برنامج إعادة الاستقرار في المحافظات المحررة من سيطرة تنظيم داعش، واستجابة لرغبة قوى سياسية تمثل المكون السني، كشف مصدر في ائتلاف «متحدون» الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، أنه تم الاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، على ترشيح رئيس أركان الجيش في زمن النظام السابق، الفريق أول الركن عبد الجواد ذنون، لشغل منصب الحاكم العسكري لمحافظة الأنبار، فيما سيتولى وزير الدفاع السابق، خالد العبيدي الموقع ذاته في نينوى. وقال القيادي في الائتلاف، عصام الجبوري في تصريح إلى «الوطن» «ذنون أبدى استعداده لتولي المنصب، وتم طرح اسمه أمام العبادي»، مشيرا إلى أن إعلان توليه المنصب يرتبط بإجراء تفاهمات مع حكومة الأنبار المحلية، حول إدارة الملف الأمني بعد تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وهي: عنه، وراه، والقائم، وبقية المناطق الواقعة على الحدود مع الأردن. وكان وزير الكهرباء الحالي، محافظ الأنبار الأسبق، قاسم الفهداوي، أول من طالب باختيار حاكم عسكري ليتولى إدارة الملف الأمني، نتيجة بروز خلافات في المدن المحررة، عجزت الحكومة المحلية عن معالجتها، وتسببت في اندلاع نزاعات عشائرية، فضلا عن استمرار تهديد تنظيم داعش للمدن المحررة. تاريخ عسكري شغل ذنون منصب رئيس أركان الجيش في سنوات الحرب العراقية الإيرانية، قبل أن يعين محافظا لنينوى، هاجر من العراق بعد الاحتلال الأميركي، ويقيم حاليا في العاصمة الأردنيةعمان. ومع بروز اعتراض على تعيين حاكم عسكري للأنبار، وقع الاختيار على وزير الدفاع السابق، خالد العبيدي، وطبقا لمصادر برلمانية فإن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يدعم تحقيق اتفاق بين الأطراف السياسية لاختيار شخصية قادرة على إدارة الملف الأمني في نينوى، بعد استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، مضيفة أن العبيدي هو الشخصية المرشحة لشغل المنصب، كونه من أبناء المدينة، ويحتفظ بعلاقات طيبة بإقليم كردستان، وقوى سياسية شيعية وسنية. وكان القضاء قد أسقط جميع التهم الموجهة للعبيدي، قدمها نواب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي لعدم وجود أدلة تثبت تورطه بملفات فساد. محاصرة الدواعش تمكنت القوات العراقية، أمس من فرض طوق من جميع الجهات على الجانب الغربي لمدينة الموصل، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، العميد يحيى الزبيدي، إن تنظيم داعش بات محاصرا تماما من جميع الجهات، ولا خيار أمام عناصره إلا الموت أو الاستسلام، مشيرا إلى استخدام الأسلحة الذكية «لاستهداف مقاره ومراكز قيادته، ولجوئه إلى الانتحاريين والسيارات المفخخة، لعرقلة تقدم القوات، لكن طيران التحالف الدولي والعراقي دمرها قبل اقترابها من القطع المتقدمة». ورجَّحت مصادر عسكرية حسم معركة استعادة مدينة الموصل بالكامل نهاية الشهر الجاري، ووصول المزيد من المستشارين الأميركيين لمحافظة نينوى، والاتفاق مع قيادة القوات المشتركة على اعتماد خطة تعتمد على معلومات يوفرها المدنيون للكشف عن قيادات داعش وأماكن تحصنهم في الأحياء القديمة. إلى ذلك، أعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن أكثر من نصف مليون مدني يواجهون خطر الموت في الساحل الأيمن، مطالبا القوات العراقية والتحالف الدولي والجهات الاستخبارية المسؤولة بتحديد أهداف عناصر داعش بدقة لمنع تعرض المدنيين للخطر.