قالت صحيفة «أبوستروف» الروسية، إن مساعي روسيا لتعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لن تكتمل دون السيطرة على ليبيا وسواحل البحر المتوسط، مشيرة إلى أن ليبيا تعتبر الدولة الوحيدة التي يمكن أن تلعب فيها روسيا دور صانع السلام من خلال دعم بعض حلفائها فيها، وأبرزهم المشير خليفة حفتر، مقابل الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة فائز السراج، في طرابلس. وأوضح التقرير أنه رغم أن الأزمتين السورية والأوكرانية لا تزالان تشغلان بال الكرملين، إلا أنه يريد الانقضاض على الساحة الليبية، باعتبار أهميتها الإستراتيجية وبوابة للقارة الأوروبية، في أسرع وقت ممكن، نظرا لانشغال القوى الغربية عنه، ونظرا للانتخابات التي شارفت على قربها في عدد من دول أوروبا. وأكدت الصحيفة أن المشير حفتر قام بزيارتين إلى روسيا العام الماضي، وطلب الدعم العسكري الروسي لقواته على المستويين المادي والمعنوي، فيما صرح المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، في وقت سابق بشكل غير مباشر، بأن روسيا لديها مصالحها الخاصة في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن الخبير الدولي الروسي، فلاديمير فرولوف، قوله إن موسكو لديها ثلاثة دوافع في ليبيا، هي مواصلة إحياء مكانتها كقوة عالمية بارزة، وبالتالي سيشمل هذا الطموح الحد من نفوذ واشنطن، إضافة إلى مقاومة موجات الربيع العربي، التي ترى موسكو أنها انتفاضات شعبية مدعومة من الغرب، وتقوية الشبكة الموالية لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حقول النفط تحدثت الصحيفة عن شخصية حفتر، الذي كان من أعوان العقيد الراحل معمر القذافي، قبل أن يتحول إلى أحد ألد أعدائه، ويفر إلى الولاياتالمتحدة، ويخطط للإطاحة بالقذافي، لافتة إلى أن هذه التصرفات تعطي دلالة على أنه حليف غير موثوق به، إلى جانب أنه لا يتمتع بأي شرعية لدى المجتمع الدولي. وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من افتقاد حفتر الشرعية القانونية، إلا أن الدول الغربية ترى فيه رجلا قويا وشرسا ضد معارضيه، بدليل جرائم التعذيب التي تقوم بها قواته بحسب تقارير الأممالمتحدة، في وقت بات يسيطر فيه على الجزء الأكبر من الشرق الليبي. وأشارت الصحيفة إلى أن فوضى الاقتتال تزيد من مخاوف أوروبا، حيث إن موقع ليبيا الإستراتيجي قد يحولها إلى معبر لرفد اللاجئين والهاربين الأفارقة نحو القارة العجوز، الأمر الذي سيفاقم أزمة المهاجرين، ويحدث إرباكا غير مسبوق. أكدت «أبوستروف» أن النفط الليبي يثير شهية الدب الروسي، حيث تأمل شركة «روسنفت» النفطية الروسية في تطوير مصالحها في ليبيا، إذ من المؤكد أن تطوير هذه المشاريع سيتوقف على التدخل العسكري والسياسي في ليبيا، فيما سيكون دعم حفتر هو السبيل لبسط السيطرة على أهم المناطق والحقول النفطية، باعتبار أن قوات الأخير تهيمن على معظم منطقة الهلال النفطي. وخلصت الصحيفة إلى أن روسيا يمكنها أن تستفز الغرب برفع درجة الصراع الليبي، عبر دعم جهة على حساب أخرى، وبالتالي سيؤثر هذا الأمر على مصالح الدول الأوروبية في الضفة الأخرى من المتوسط، باعتبار إمكانية ارتفاع السعار النفط وتطوير تجارة الأسلحة والمنتجات الروسية الأخرى.