كشف موقع "ميدل إيست آي" أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، سيحصل على عتاد عسكري يتضمن عربات مصفحة وذخائر ومعدات مراقبة بعد موافقة روسيا على تسليحه، مشيرا إلى أن حفتر إذا ما حظي بمساندة روسيا فسيصبح على الأغلب قادرا على تعزيز وضعه في ليبيا. وأوضح الموقع أن "الصفقة مع حفتر أبرمت في موسكو في سبتمبر الماضي، وحضرها السفير الليبي عبدالباسط البدري، والمبعوث الشخصي لفلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الشؤون الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وحول سبب التوجه إلى الجزائر للحصول على السلاح، قال الموقع، إنه من المحتمل توجه حفتر إلى حلفائه في الإمارات ومصر للمساعدة، لكن هاتين الدولتين تمتلكان تسليحا أميركيا، وكان الحل التوجه إلى الجزائر التي تحصل على 90% من تسليحها من الروس". وكان وصول 150 عنصرا من عناصر داعش إلى منطقة فزان جنوب غرب ليبيا بمحاذاة الجزائر والنيجر وتشاد أثار مخاوف روسيا من لقائهم بعناصر يحملون ذات الأفكار مثل بوكو حرام، ودفعها إلى الرغبة في تأمين المنطقة بأسرها. حوض البحر المتوسط يذكر أن روسيا فقدت نفوذها في ليبيا مع سقوط القذافي، وأن الغرب استدرجها للقبول بتدخله هناك، وكان لدى الروس عقود بقيمة 4 مليارات دولار لتسليح الجيش الليبي، كما أن المؤسسة العسكرية الروسية تعتبر أنها هي من درب جيش القذافي وأشرف على تأسيس جهاز استخباراته قبل أن تذهب كل تلك الجهود أدراج الرياح. ومع استعادة العلاقة مع حفتر يطمح الروس إلى تحقيق هدف لا يخفونه، وهو نشر النفوذ البائد في حوض المتوسط من سورية إلى الجزائر مرورا بليبيا. وحسب مصادر فإن الروس طلبوا عام 2010 من الجزائر تسهيل الوصول إلى قاعدة مرسى الكبير البحرية بالقرب من وهران لكن النظام رفض ذلك، مضيفا "أما الآن فقد بات بإمكان روسيا الوصول عبر الساحل الليبي". الدعم الجزائري قال مصدر جزائري، ل"ميدل إيست آي"، إن بلاده ألقت بثقلها خلف حفتر من أجل تقويته باعتباره أحد اللاعبين الرئيسيين في الحرب الأهلية الليبية"، مشيرا إلى أن الجزائر تتطلع إلى تسوية تشارك فيها جميع الأطراف على الرغم من صفقتها مع حفتر، لكن في الوقت ذاته تعتبر أن الأولوية هي لبناء الجيش الليبي. وأضاف المصدر "علينا أن نواجه الحقائق، فنحن لن ننتظر إلى الأبد على أمل أن تتوصل الأطراف السياسية الليبية إلى اتفاق، خاصة أن ليبيا تحتاج إلى جيش قوي قادر على ضمان أمنها حتى حدودها، والجزائر تشاطر روسيا هذه الرؤية". البحث عن الاستقرار يتقاطع الدعم الروسي لحفتر مع مصالح الجزائر، وفقا لمصدر قريب من المفاوضات التي جرت في الأخيرة بين عدة أطراف ليبية. وقال المصدر إنه على الرغم من أن الجزائر لا تثق تماما بحفتر، إلا أنها تعلم أن بإمكانه ضمان حد أدنى من الاستقرار". ومن جانبه، أوضح عقيد سابق في نظام القذافي أن الأشهر القادمة ستشهد تنسيقا أعمق، وسيفتح حفتر أبواب الموانئ الليبية للروس إضافة إلى مدارج طائرات، مفسرا نقل السلاح الروسي إلى الجزائر رغم حظر السلاح إلى ليبيا بأنه "شكل من أشكال الدعم الذي يناسب كافة الأطراف، ولن يكون عن طريق البيع". يذكر أن موقع "ميدل إيست آي" كشف في ديسمبر 2015 النقاب عن أن الجزائر وافقت على تزويد حفتر بالأسلحة طالما أنها "لا تستخدم للاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني أو في قتال الليبيين باستثناء متشددي داعش".