دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الخميس) إلى «حوار وطني شامل» في ليبيا وذلك خلال محادثات مع رئيس وزراء الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج عقب مساعي منافسه الرئيس المشير خليفة حفتر إلى تعزيز العلاقات مع موسكو. وقال لافروف للسراج في بداية اللقاء «نحن مقتنعون بأن الشعب الليبي وحده بجميع أطرافه هو القادر على التغلب على الأزمة الحالية من خلال حوار وطني شامل يهدف إلى المصالحة». ووصف لافروف موسكو بأنها «صديق قديم» لليبيا، مؤكداً أنها «ستدعم بقوة ضرورة خلق الظروف التي تمكن الليبيين أنفسهم من حل مشاكلهم». وتأتي زيارة السراج إلى موسكو فيما لا تزال بلاده في حال من الفوضى بعد ست سنوات من الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وتجد حكومة «الوفاق الوطني» الليبية التي تشكلت بموجب اتفاق دعمته الأممالمتحدة أواخر 2015، صعوبة في فرض سيطرتها خصوصاً في شرق ليبيا حيث تسيطر سلطات موازية. والمشير حفتر متحالف مع السلطات المنافسة ويقود «الجيش الوطني الليبي» الذي يقاتل المتطرفين ويسيطر على موانئ تصدير النفط الرئيسة في البلاد. وسعى حفتر إلى تعزيز علاقاته ب «الكرملين» للحصول على دعمه لإنهاء الحظر الدولي على بيع الأسلحة إلى ليبيا. وزار حفتر موسكو في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الخماضي، وتفقد حاملة طائرات روسية قبالة الساحل الليبي في كانون الثاني (يناير). والشهر الماضي توجه عشرات من مقاتلي حفتر إلى روسيا لتلقي العلاج الطبي في مؤشر على تحسن العلاقات. ويعتقد المحللون أن روسيا متشجعة بنجاحها في سورية، تسعى إلى ترسيخ وجودها في ليبيا بدعمها حفتر. وفي شباط (فبراير) الماضي حاولت مصر التوسط إلى عقد اجتماع بين السراج وحفتر إلّا أن المحادثات انهارت. وتأتي زيارة السراج إلى موسكو بعد أن وقعت شركتا النفط الروسية العملاقة «روسنفت» و«المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية الأسبوع الماضي اتفاقاً لاستكشاف إمكان التعاون في مختلف المجالات وبينها التنقيب والإنتاج.