تطرقت صيحفة «لوفيجارو» الفرنسية في تقرير لها، إلى أن المشير الليبي خليفة حفتر، بات يستخدم نفوذه العسكري للسيطرة على مناطق الثروات الليبية، من أجل الحصول على الدعم الدولي. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن بعض المنشآت النفطية في مدينة سدرة أصبحت خرابا، وذلك بفعل الاقتتال العنيف الدائر بين الميليشيات الليبية، لافتا إلى أن هذه المنشآت استعادت عافيتها في الآونة الأخيرة وعادت لإرسال شحنات نفطية بواقع 800 ألف برميل يوميا. ونقلت الصحيفة عن مدير شركة نفط «وفاء»، إبراهيم ملهوف، قوله إن الإنتاج النفطي بات يتحسن قليلا بفضل الإصلاحات التي تمت عليها بعد تفجيرها من قبل ميليشيا فجر ليبيا المتمركزة في طرابلس، مبينا أن مستوى الإنتاج في الشركة قد يصل إلى مليون برميل يوميا خلال الشهرين القادمين. النفوذ القبلي أكد ملهوف أن ثلاثة من أصل ستة حقول نفطية متوقفة عن الإنتاج حاليا، ويجب تكثيف الجهود من أجل إعادة إصلاحها، في وقت دمر عناصر تنظيم داعش في الجنوب الليبي ثلاثة حقول نفطية عام 2015. وأوضح التقرير أن معظم الحقول الشمالية الليبية على سواحل المتوسط أصبحت بيد المشير حفتر والموالين له، حيث إن الأخير يدعم حكومة البيضاء المؤقتة ومجلس طبرق، فيما رأى مراقبون أن هذا النفوذ يعتبر نصرا سياسيا للمشير أكثر من كونه نصرا عسكريا، باعتبار أن ذلك يجعل منه حليفا دوليا موثوقا به. مخاوف أمنية أشارت الصحيفة إلى أن بعض الموالين للمشير، يعكفون منذ أشهر مع مشايخ القبائل الليبية على إقناع حراس المنشآت النفطية بترك أسلحتهم والعودة إلى مناطقهم، وبالفعل تمت الاتفاقات دون حصول مناوشات تذكر، الأمر الذي يشير إلى وجود نفوذ قبلي وسياسي لدى حفتر داخل المجتمع الليبي. وخلص التقرير إلى أنه على الرغم من نفوذ حفتر المتزايد ومعارضته لاتفاق الصخيرات وحكومة الوفاق الوطني بطرابلس المدعومة دوليا، لا يزال الخبراء والمراقبون يتخوفون من الأحداث الأمنية في البلاد، حيث أعلن البنك الدولي العام الماضي أن الاقتصاد الليبي يواجه شبح الإفلاس، ودعا السلطات المعنية إلى ضرورة توزيع العوائد النفطية بالتساوي على المناطق والمدن الليبية.