قلَّلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، من المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها صواريخ كوريا الشمالية للأمن القومي الأميركي، حتى لو نجحت في إنتاج صواريخ عابرة للقارات، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة يمكنها نشر تكنولوجيا جوية قادرة على تدمير تلك الصواريخ لو تم إطلاقها. وقال كبير الباحثين بمعهد هدسون، آرثر هيرمان، إنه لا داعي للشعور بالقلق من تركيز بيونج يانج على إنتاج أسلحة صاروخية قادرة على حمل رؤوس نووية، وقال «الوقت قد حان للتوقف عن الحديث عن كيفية وقف اختبارات كوريا الشمالية للصواريخ العابرة للقارات، وعلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تشرع في اتخاذ خطوة عملية فورا. فالأمر لا يحتاج لأي عمل عسكري، ولا لقصف مواقع صواريخ بيونج يانج، ولا لإنزال قوات على الأرض، بل وضع تكنولوجيا في الجو تستطيع أميركا واليابان نشرها خلال وقت قصير جدا، لإطلاق صواريخ من الجو لتدمير الصواريخ الكورية الشمالية بعد دقيقة واحدة من إطلاقها». تكنولوجيا متقدمة كشف هيرمان أن هذه التكنولوجيا يمكنها تدمير الصواريخ في وقت مبكر، قبل أن تغادر الأجواء الكورية، وقبل خروجها من الغلاف الجوي للأرض، وأن لذلك مزايا عديدة، منها أن هذه المرحلة هي الأسهل بالنسبة للمجسات الحرارية للتعرف على الهدف وتحديد نقطة قصفه، كما أنها أبطأ مراحل إطلاق الصاروخ. وأشار إلى أن الصاروخ الأميركي أو الياباني سيُطلق من مركبة جوية تنتظر على ارتفاع 55 ألف قدم، وهي مزودة بمجسات حرارية يمكنها التعرف على الصواريخ الكورية على بعد 350 ميلا خارج المجال الجوي لكوريا الشمالية. مضيفا أن تدمير الصواريخ وهي داخل حدود بيونج يانج يجعل الأضرار التي يفترض أن يحدثها الصاروخ في حال وصوله إلى هدفه، تحدث داخل كورية الشمالية، وإن كان بدرجة أقل. ابتزاز ومساومة أكد هيرمان أن تكلفة إنتاج تلك التكنولوجيا زهيدة، مقارنة بالمكاسب التي تحققها، ونقل عن مدير العلوم والتكنولوجيا بمنظمة ريجان للدفاع الصاروخي العابر للقارات، ليونارد كافيني، قوله إن تكلفة تلك التكنولوجيا الحديثة لا تتعدى 25 مليون دولار. كما تطرق إلى فشل الحلول الدبلوماسية مع بيونج يانج وفشل العقوبات، مشيرا إلى أن بكين قادرة على ممارسة ضغوط مشددة على جارتها، لإرغامها على وقف تجاربها المثيرة للجدل، واستدرك بأن كورية الشمالية تدرك أن إقدامها على إطلاق هذه الصواريخ له تداعيات سالبة هائلة عليها، لذلك تمارس التهديد والابتزاز، للحصول على تعويضات مالية. واختتم بالقول إن تغيير النظام الحاكم هو السبيل الوحيد للوقف النهائي للخطر الكوري، وقبل تحقيق ذلك يمكن للتكنولوجيا أن تحرم الرئيس كيم جونج أون من وسيلته الرئيسية لابتزاز العالم وتهدئة قلق الجميع.