تعهدت سيئول بألا تتسامح أبداً مع تجربة إطلاق صاروخٍ تستعد بيونغ يانغ لتنفيذها بعد تجربتها النووية الرابعة، في وقتٍ أكدت واشنطن مراقبتها التطورات ب «عينٍ يقظة» وتحسينها دفاعاتها. وأعلنت سلطات كوريا الجنوبية استعدادها لإسقاط أي صاروخٍ يهدِّد أراضيها. وبعد أسابيع على تجربته النووية الرابعة التي ندَّد بها العالم؛ أبلغ النظام الكوري الشمالي المنغلق 3 وكالاتٍ أمميةٍ بنيَّته إطلاق صاروخٍ يحمل قمراً صناعياً بين ال 8 وال 25 من فبراير. وتحمل هذه التواريخ على الاعتقاد بأن الإطلاق سيتمُّ غالباً في ال 16 من الشهر الجاري. ويوافق هذا اليوم ذكرى ميلاد الزعيم الراحل، كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي لكوريا الشمالية، كيم جونغ أون. وتصف بيونغ يانغ غاية برنامجها الفضائي ب «محض علمية». لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يرون فيه غطاءً لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات. وتحظر قرارات الأممالمتحدة على بيونغ يانغ تطوير أي برنامج بالستي أو نووي. واعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية، بارك غوين-هيه، إعلان الجارة الشمالية استعدادها لإطلاق صاروخٍ بعيد المدى بعد تجربتها النووية الأخيرة «تهديداً للسلام في شبه الجزيرة الكورية والعالم بأسره بحيث يجب عدم التسامح معه أبداً». وتعتقد بلادها على الدوام أن «الصواريخ إلى الفضاء» التي تتحدث عنها الجارة الشمالية ليست إلا «صواريخ بعيدة المدى». ويشكِّل مشروع إطلاق الصاروخ المرتقب معضلةً للمجموعة الدولية التي لا تزال تحاول التوصل إلى توافقٍ حول طريقة الرد على التجربة النووية الرابعة لبيونغ يانغ. وأُجرِيَت هذه التجربة في ال 6 من يناير الفائت. وسبق لمجلس الأمن الدولي فرضُ عقوباتٍ قاسيةٍ على نظام كيم جونغ أون إثر تنفيذه تجارب بالستية و3 تجارب نووية في أكتوبر 2006 ومايو 2009 وفبراير 2013. ورأت بارك أن هذه العقوبات أثبتت عدم فاعليتها «لأن كوريا الشمالية لا تزال تقوم بتحركات استفزازية». ولاحظت أن الحل الوحيد هو فرض عقوبات رادعة بشكلٍ كافٍ لكي تدرك بيونغ يانغ أنها لن تكون قادرة على الاستمرار إذا لم تعدل عن برنامجها النووي. وأفادت وزارة الدفاع في سيئول بإصدارها أمراً بتدمير أي صاروخ يحلِّق فوق أراضي كوريا الجنوبية. وأبلغ المتحدث باسم الوزارة، مون سانغ- غيون، صحفيين بقوله «يُكثِّف الجيش قدراته الدفاعية الجوية بشكلٍ يمكِّنه من اعتراض أي صاروخ أو أي حطامٍ يسقط فوق أراضينا أو في مياهنا الإقليمية». بالمثل؛ أمرت اليابان التي عدَّت مخططات كوريا الشمالية «استفزازية» ب «تدمير مثل هذا الصاروخ إذا تأكَّد أنه سيسقط في الأراضي اليابانية». ونقل التلفزيون الياباني العام «أن إتش كي» عن مصادر دبلوماسية لم يُسمِّها قولها «ثَبُتَ أن منصة إطلاقٍ متنقلة تتحرك على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية». وذكرت القناة أن صاروخاً بالستيّاً ثُبِّتَ على منصة الإطلاق هذه «ما يعني أن بيونغ يانغ قد تكون بصدد التحضير لإجراء تجربة إطلاق من هذه المنطقة أيضاً». ولم توضِّح القناة ما إذا كان الصاروخ المثبَّت على المنصة قصير المدى أو بعيد المدى. وأقرَّت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بأنه ليس بإمكانها تأكيد هذه المعلومات. وفي ديسمبر 2012؛ وضعت كوريا الشمالية قمراً صناعياً في المدار بواسطة صاروخ من نوع «أونها3» في عمليةٍ اعتبرتها واشنطن إطلاقاً لصاروخٍ باليستي. وتؤكد بيونغ يانغ قدرة صواريخها على الوصول إلى الولاياتالمتحدة. وحضَّها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء على «العدول عن إطلاق الصاروخ»، وحذر قائلاً «هذه الخطوة إذا حصلت؛ ستشكل انتهاكاً لقرار أصدرته المنظمة الدولية حول تكنولوجيا الصواريخ». وعبَّرت العواصم الأجنبية عن موقفٍ مماثلٍ خصوصاً بكين التي أعربت عن قلقها. وسيزيد إطلاق الصاروخ المزمع الضغط على الصين التي تقاوم إلى الآن طلبات أمريكية لتشديد العقوبات على حليفها نظام كيم جونغ أون. ورغم انزعاجها من إصرار حليفها على مواصلة برنامجه النووي؛ تبقى أولوية الصين منع الإطاحة به لرفضها قيام كوريا موحدة متحالفة مع الولاياتالمتحدة على حدودها. في غضون ذلك؛ أعلن وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، أن القوات المسلحة لبلاده تراقب ب «عين يقظة» برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية وتواصل تحسين دفاعاتها ضد هجوم صاروخي محتمل من جانب بيونغ يانغ. وكشف الوزير عن نية بلاده زيادة عدد الصواريخ الاعتراضية المتمركزة على الأرض في آلاسكا وهاواي إلى 44 بدلاً من 30 صاروخاً، لكن من غير المخطط إجراء زيادة أخرى.