وصفت مجلة «ديلي بيست» الأميركية الأممالمتحدة ب»العاجزة» عن محاسبة رأس النظام السوري بشار الأسد، عن الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب، بسبب الحصانة التي تمنحها له روسيا والصين، وإصرار الدولتين على استخدام حق النقض «الفيتو»، ضد أي مشروع قرار لمحاسبته في مجلس الأمن الدولي. وأشارت المجلة إلى أن المنظمة الدولية كشفت عن تفاصيل جرائم حرب، اتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبشار الأسد بارتكابهما، من خلال قصفهما الجوي المتواصل على مدينة حلب، مضيفة أن تقريرا صدر عن مجلس حقوق الإنسان، كشف أن روسيا والنظام السوري قاما العام الماضي بشن حملة من القصف الجوي لا هوادة فيها على الأجزاء التي كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرقي حلب. وقالت «تم إجبار الأهالي على النزوح من مناطقهم في حلب، وهو ما يعتبر من جرائم الحرب، وذلك لأنه تم إخلاؤهم لأسباب إستراتيجية وليس من أجل حماية غير المقاتلين أو لضرورة عسكرية. والتقرير الذي أعدته لجنة التحقيق الأممية كشف أن الطائرات الحربية استهدفت بالقصف عددا من الأحياء السكنية، وذلك لعدة أشهر، بدءا من سبتمبر من العام الماضي، مما أسفر في الأيام الأربعة الأولى من القصف عن مقتل 300 شخص، بينهم 76 طفلا».
أدلة وشهود قالت المجلة إن اللجنة الأممية جمعت أدلة تؤكد رواية الشهود، بأن روسيا والأسد استخدما في القصف ذخائر غير موجهة تلقى من الجو، شملت صواريخ جو أرض وذخائر عنقودية وقنابل حارقة وبراميل متفجرة وقذائف لإيصال المواد الكيماوية الصناعية السامة، بما في ذلك غاز الكلور. وأضافت أنه لم يتم العثور على أي دليل على أن الطائرات الروسية استخدمت أسلحة كيماوية في قصفها للمدينة، لكن مروحيات الأسد استخدمت قنابل الكلور في قصفها على مدى 2016، وذلك في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي وقعها في 2013. وأضافت أن من بين المباني التي تعرضت للقصف الجوي المتواصل في شرق حلب حتى تم تحويلها إلى ركام، مستشفيات وأسواق ومحطات مياه ومدارس ومبان سكنية، وسط أجواء رعب أصابت النساء والأطفال وصعوبة في إسعاف المصابين.
استهداف المستشفيات تابعت ديلي بيست «رغم توفر الأدلة التي تدين النظام وحلفائه، إلا أن الأممالمتحدة غير قادرة على محاسبته، وكلما تقدمت دولة بمشروع قرار لإدانة دمشق تسارع موسكو وبكين إلى رفع ورقة الفيتو، وكأنهما توافقان على إبادة الشعب السوري. وهذا الوضع يوضح الحاجة الماسة إلى تعديل نظام المؤسسة الدولية بما يحقق العدالة للجميع، ويمنع الدول الكبرى من استخدام المزايا التي تملكها، لتحقيق أهدافها وتمرير أجندتها». واختتمت بالقول «طائرات النظام السوري والطائرات الروسية قصفت ثلاثة مستشفيات وعيادة وبنكا للدم في حي الشعار شرقي حلب، وأحد هذه المستشفيات كان المستشفى الوحيد للأطفال في المنطقة، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي ووفاة أربعة أطفال حديثي الولادة، ورغم ذلك أفلت الأسد وبوتين من العقاب».